بوجه ملثم معتمد على الشال الفلسطيني ذو اللون الأحمر، يخرج «أبو عبيدة» بين الحين والآخر على شاشات التليفزيون، ما بين مؤتمرات صحفية داخل قطاع غزّة تارة، وتارة أخرى يتحدث في بيانات الفيديو المصوّرة المنشورة على الحسابات الرسمية لكتائب القسام؛ ليصبح ظهوره بمثابة استفزاز ورعب لقوات الاحتلال الإسرائيلي خاصة مع الحديث عن محتجزين جدد لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
من هو «أبو عبيدة»؟
و«أبو عبيدة»، هو لقب المتحدث الرسمي الإعلامي لكتائب الشهيد عزّ الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية المعروفة باسم «حماس»، لكن ماذا يعرف العالم العربي عنه؟، فبحسب الكثير من التقارير الفلسطينية، تأتي كنيته تيمنًا بالصحابي فاتح القدس أبو عبيدة بن الجراح في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.
أما عن المعلومات الشخصية وحياته، لا يعرف حتى الآن اسمه الحقيقي أو ملامح وجهه، فمنذ ظهوره الأول عام 2006 يطل بوجه ملثم بالكوفية الفلسطينية باستثناء عينيه فقط، بحسب ما أكده موقع قناة «الميادين» اللبنانية، التي أشارت إلى العديد من الألقاب التي تُطلق عليه، ويزداد بها عمليات البحث عبر محرك البحث «جوجل»، ما بين «أبو عبيدة» و«أبو عبيدة القسام» و«الملثم».
وعن كواليس ظهور «أبو عبيدة» الأول كرمز للمقاومة الفلسطينية، يعود إلى عام 2006، حينما خرج معلنًا أسر كتائب القسام لجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ومنذ ذلك الوقت وهويته لا تزال مجهولة؛ إذ تقول عدد من التقارير الفلسطينية إن وجه «الملثم» لا يعرفه سوى عدد قليل؛ ولذلك لم يستطع أحد من جيش الاحتلال الإسرائيلي الوصول إليه.
شهرة «أبو عبيدة»
وقد زادت شهرة «أبو عبيدة» في يونيوعام 2020 حينما قرَّر الاحتلال الإسرائيلي ضمّ الضفة والأغوار فخرجَ في مقطع فيديو مسجَّل يُؤكّد أنّ «المقاومة ستجعلُ العدو يعضّ أصابع الندم على هذا القرار الآثم بإذن الله»، واصفًا الخطط الإسرائيلية بأنها «إعلان حرب».
وقد اعتاد من يتابع «أبو عبيدة» من الفلسطينيين أن يبدأ بياناته وفيديوهاته بجملته الشهيرة «بسم الله» ويختمها بـ «وإنه لجهاد نصر أو استشهاد»، تلك الجملة التي عرفت عن عز الدين القسام حين حاصره البريطانيون وطلبوا منه الاستسلام في أحراش «يعبد» قرب جنين قبل استشهاده مع رفاقه عام 1935.
زعم بكشف هويته
وقد تصاعد الأحداث في غزة، خرج الاحتلال الإسرائيلي زاعما هوية «أبو عبيدة» حيث كتب الناطق باسم احتلال الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة «إكس» في بيان أرفق إليه صورة: «هذا هو المدعو حذيفة كحلوت الذي يتستر وراء كنية أبو عبيدة وهو يتستر كذلك وراء كوفيته الحمراء».
#عاجل هذا هو المدعو حذيفة كحلوت الذي يتستر وراء كنية أبو عبيدة وهو يتستر كذلك وراء كوفيته الحمراء. تمامًا مثلما تتستر حماس وراء المنشآت المدنية لإطلاق القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل. هو وغيره من قادة #دواعش_حماس يحبون التستر داخل الأنفاق ووراء النساء والأطفال، وكذلك وراء… pic.twitter.com/FmtuByc7Bv
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) October 25, 2023
وتابع «أدرعي» في حديثه المزعوم، بحسب «روسيا اليوم»: «حذيفة كحلوت، لقد أصبحت مكشوفا.. وقد حان الوقت للكف عن التستر فلن يسعفك ومنظمتك القناع والكوفية في إخفاء الضربات التي تتكبدونها وفي مصير من تبقى منكم».