لا تقتصر صناعة الروبوتات على الإنسان الآلي الذي يؤدي مهامًا للبشر، لكنها امتدت إلى ابتكار روبوتات قادرة على التحليق في الجو، وتؤدي مهام الطيور مثل الحمام الطائر الذي يحمل رسائل، إذ ابتكر باحثون أمريكيون روبوتًا يطير بريش الحمام، بحسب مجلة «ساينس روبوتيكس».
روبوت يطير بريش الحمام
الاختبارات أظهرت أن الروبوت PigeonBot II، أو الحمامة الروبوتية، يتمتع بقدرات خارقة، وخاصة بعدما أجرى باحثون بجامعة ستانفورد الأمريكية، تعديلات الذيل الانعكاسية للروبوت وتحولات الجناح التي ساعدت على استقرار الطيران، وتخفيف الانقلاب أثناء الإقلاع والطيران والهبوط، حيث أن الروبوت مستوحى من الحمام ولديه ردود أفعال تشبه تلك التي لدى الطيور، ما يمكنه من البقاء مستقراً في الظروف المضطربة.
الباحثون طوروا الروبوت من أجل تنظيم تحركاته، إذ يعتبر روبوت جوي مستوحى من الكائنات الحية بأجنحة متغيرة الشكل وذيل مصمم لمحاكاة حركات الطيور باستخدام هيكل عظمي حيوي وريش حمامة حقيقي، حيث يمكنه إمالة ذيله أو توسيعه أو رفعه أو تحريكه من جانب إلى آخر بالإضافة إلى نشر أجنحته، وأجريت اختبارات نفق الرياح والاختبارات الخارجية للروبوت وأشارت إلى أن تعديلات الذيل الانعكاسية وتحول الجناح خففت من عدم استقرار الانقلاب ومكّنت من الطيران المستقر والمستقل أثناء الإقلاع والطيران والهبوط.
تفاصيل ابتكار الروبوت PigeonBot II
إريك تشانج قائد فريق البحث بجامعة ستانفورد، قال إن النتائج تسلط الضوء على كيفية قدرة الطيور، على عكس الطائرات، على الطيران بثبات دون دفة أو ذيل عمودي، حيث أنه على عكس الطائرات، تنزلق الطيور دون دفة من خلال تعديل شكل أجنحتها وذيلها باستمرار، وتعتمد الطائرات على هياكل ثابتة مثل الذيل الأفقي لتحقيق الاستقرار في الميل والذيل الرأسي للتحكم في الانحراف.
قائد فريق البحث أوضح أنه في حين يمكن للطائرات استخدام حركة الجناح أو التصميمات الخاصة لإدارة الاستقرار دون ذيل عمودي، فإن الطيور تحقق طيرانًا بدون دفة بكفاءة أكبر عبر أشكال الأجنحة المتنوعة دون الاعتماد على آليات تعتمد على السحب، فتسمح هذه المرونة للطيور بالحفاظ على الاستقرار والتحكم أثناء الطيران، حتى في الظروف الصعبة وهو ما حدث مع النموذج المعدل للروبوت.
مواصفات الروبوت الطائر
الحمام يظهر ردود أفعال ثابتة عند التدحرج أو الانحناء أو الانحراف، وتكون هذه ردود الأفعال أقوى عند إدخال ظروف محاكاة للطيران، مثل نفخ الهواء على ريشها، وتسمح هذه ردود الأفعال للطيور بتثبيت الطيران مثل الطائرات ذاتية التحكم، بينما تعديلات جناح وذيل الروبوت PigeonBot II تجعله أقل عرضة للرصد من الرادار للمركبات الطائرة ذاتية القيادة.
الفريق قام بتطوير TailBot، وهي عبارة عن منصة روبوتية بأجنحة ثابتة من الرغوة، وذيل قابل للتعديل يحتوي على 12 ريشة حمامة حقيقية، ونظام تحكم انعكاسي متكيف، مكن طي الذيل ونشره وإمالته وتحريكه من جانب إلى آخر لمواجهة عدم الاستقرار في حالة الانقلاب وهو ما جرى مع روبوت PigeonBot II، وهي نسخة متقدمة مجهزة بمراوح مثبتة على المعصم، وأجنحة متغيرة الشكل، وأطراف أجنحة تشبه الحمام، و52 ريشة حمامة حقيقية، إذ أظهرت نتائج الاختبارات، أن التعديل سمح للروبوت بضبط نظام التحكم الانعكاسي الخاص به، مما أتاح إجراء تعديلات منسقة لشكل الجناح وزاوية الذيل ما يساعد في التغلب على الاضطرابات والانقلابات الجوية.