بين ليلة وضحاها، أصبحت المدارس والمستشفيات مأوى لكثير من الفلسطينيين، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن، ممن طال منازلهم آثار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ودمر الأخضر واليابس، وتحولت بيوت الكثيرين إلى كومة رماد، وساءت الأوضاع بشكل كبير في القطاع، فبين نقص الخدمات الطبية وانقطاع المياه والكهرباء، يعيش الفلسطينيون على أمل أن ينتهي هذا الكابوس الذي طال أمده.
كيف يعيش سكان غزة مع انقطاع الخدمات؟
قصف الاحتلال الإسرائيلي مستشفى المعمداني، وكذلك كنيسة الروم الأرثوذوكس، وقبلهما دمر مسجدًا، عمليات إبادة جماعية تدمر كل مكان يهرب إليه السكان في غزة، فلم يعد هناك مكانا آمنا كما كان يعتقد المواطنون، هذا إلى جانب نقص حاد في الخدمات الأساسية من المياه والغاز والوقود، بل والخدمات الطبية أيضا.
الدكتور بشار مراد، المدير التنفيذي لجمعية الهلال الأحمر في غزة، قال في تصريحات لـ«القاهرة الإخبارية»، إن الإمكانيات الطبية أصبحت شحيحة ومخازن الأدوية والمستلزمات الطبية أصبحت خاوية، وفي انتظار فتح معبر رفح لإدخال 20 شاحنة تحمل المساعدات لإنقاذ المستشفيات من الانهيار الكامل، وفي ظل كل الظروف الصعبة لم ينقطع أمل الأطباء والمسعفين، ولم يتركوا الضحايا، بل يحاولون بكل ما فيهم من قوة إنقاذ جميع الأرواح.
بقلوب رحيمة يحتضن الأطباء الأطفال في أركان المستشفيات الفلسطينية، مثل مستشفى ناصر في خان يونس، الذي قال عنه الفلسطيني محمد عرفة لـ«الوطن»، إنه يضم عشرات الأطفال الذين يتلقون الدعم الطبي رغم نقص الدواء.
وأكد «عرفة»، أن القطاع يعاني من شح في جميع الخدمات، مثل الكهرباء والمياه ونقص الأدوية وانقطاع شبكات الإنترنت، ولم يكتف الاحتلال بذلك، بل أصبح يقصف مخازن لمنظمة الأونروا التي تحتوي على مخزون استراتيجي للطحين لقطاع غزة، مما يهدد بفقدان الخبز نهائيًا.
المواطنون يهربون إلى المدارس
ومن ناحية أخرى يعيش الناجون من الأسر في المدارس التابعة لـ«الأونروا» التي تحاول إنقاذ العائلات التي تعرضت بيوتهم للقصف، ولم تسلم هي الأخرى من القصف، لكنها تحاول مدهم بالمساعدات الإنسانية، وفي مدارس حكومية أخرى حولت بعض الأسر الفصول إلى غرف للمعيشة، لكن تلك المدارس الحياة فيها غير آدمية، وذلك لعدم وجود خدمات تعينهم على الحياة، أبسطها المياه والغذاء، وهو ما زاد من معاناة الأهالي، خاصة الأطفال الذين سلبت حقوقهم كاملة.
رغيف لكل مواطن
المتحدث باسم منظمة الأونروا عدنان أبو حسنة، قال إن المنظمة أصبحت تقدم رغيفًا واحدًا من الخبز على مدار اليوم لكل مواطن، بعدما عجزت المخابز العاملة في القطاع عن تزويدهم بما يحتاجون، كما أن الخدمات الضرورية للحياة لم تعد متوفرة، فالوقود سينفد خلال أيام، ولم تعد هناك مياه كافية للاستهلاك الآدمي، بحسب ما نشرته «سكاي نيوز».