تمسك بالمنشار، لتقطع الخشب إلى أجزاء صغيرة، ثم تبدأ بإعدادها باستخدام الأدوات وتحويلها إلى أثاث يوضع بالغرف ويزين المنازل، ورغم عملها الشاق وارتباط مهنة النجارة بالرجال، إلا أن «داليا» ابنة محافظة الدقهلية، استطاعت أن توفر لنفسها مكانًا وسط كبار المهنة، وليست النجارة فقط التي امتهنتها، بل أيضًا «منجدة أفرنجي».
داليا عيد، تحدثت لـ«الوطن» عن اختيارها العمل في مهنة النجارة، فأرادت مساعدة زوجها، وتحقيق ذاتها، وأن يكون لها عملها الخاص في المجتمع، فاختارت النجارة: «النجارة هو العمل المناسب مع ظروف ابني الصحية في البيت، لأني بقدر أشتغل وفي نفس الوقت أخد بالي منه كويس، لأن الورشة موجودة في البيت بتاعنا، وبحب أتعلم حاجات كتير، فعشان كده اللي أقدر أتعلمه بحاول فيه».
عائلتها أبرز الداعمين لها
تعمل في النجارة منذ عامين، وهي متزوجة، ولديها 3 أولاد، أكبرهم يبلغ من العمر 18 عامًا، وأصغرهم 8 سنوات، ولم يعارضها أحد من أفراد أسرتها، أو زوجها، بعد قرارها بالعمل: «عائلتي وزوجي كان أكبر داعم ليا، وفخور بيا وبشغلي وباللي حققته».
ترسم «داليا» قطعة الخشب الفنية باستخدام «الشنيور»، فتتطاير نشارة الخشب على ملابسها ووجهها، لتحولهما إلى اللون الأبيض، وفي الوقت نفسه، يتساقط العرق من جبينها، فتمسحه بفوطة صغيرة لا تفارقها أثناء العمل، ومع نهاية اليوم، تخلع عباءة النجارة، وترتدي زي الأمومة، لتستكمل واجبها تجاه أفراد أسرتها: «ردود أفعال الناس كانت جميلة وفخورين بيا، وبدأت أعلن عن لنفسي أكتر كمان من خلال السوشيال ميديا».
النجارة عمل مرهق
تصف «داليا» النجارة بالعمل المرهق، لكن رؤية نتيجة عملها يهون عليها مجهود أيام طويلة، كما يساعدها أولادها في مهام عملها: «بلاقي عوض من ربنا كبير، وأولادي بيساعدوني في اللي مش بقدر أعمله زي تقطيع الخشب وتنظيفه في الورشة وتوزيع الشغل، وكمان مع شغل النجارة، بحاول إني أتعلم خياطة».