تنتشر الفرحة بين المزارعين خلال هذه الأيام، بسبب حصاد القمح الذي يرتبط بالكثير من الأمور الاجتماعية لديهم خاصة الزواج، وهناك بعض الموروثات التي ظلت إلى يومنا هذا، مثل قصة «خيال المآتة» الشهيرة بقصة العصافير.
يبدأ حصاد القمح في النصف الثاني من شهر أبريل حتى نهاية شهر يونيو، وخلال هذه الفترة تصبح حبوب الغلال ناضجة، ويتم حصدها بالآلات والماكينات المخصصة لذلك، أو من خلال استخدام الفلاح للمنجل، بحسب حديث جلال عزت نقيب الفلاحين بمحافظة القليوبية: «القمح لما بيستوي بيبقى عندنا حلين، يا إمال نستخدم المكنة أو الفلاح يحصده بالمنجل وممكن بإيده، وبعدين يربط القمح وندرسه».
موسم حصاد القمح وارتباطه بالأساطير
يعد موسم حصاد من أهم المواسم بالنسبة للفلاحين، وارتبطت به خرافات تعود لأكثر من 100 عام، منها «خيال المآتة» وهو عبارة عن تمثال، يشبه الإنسان يصنعه الفلاح من العصي والقش، ويضع عليه قماش ويثبته في الأرض الزراعية، حتى لا تقترب العصافير من حبوب الغلال وتأكلها، وسمي بـ«خيال مآته» لأنه ثابت لا يتحرك مثل الشخص الميت: «إحنا بنعمل زي بني آدم من العصيان، ونلبسه جلابية وقميص وبنطلون، عشان العصافير والحمام تطير ومتاكلش القمح، لأنه بيخاف جدًا من الإنسان اللي واقف».
ارتباط الزواج بحصاد القمح
ارتبط موسم حصاد القمح بالزواج والزفاف، فعندما يريد شخص من المزارعين أن يزوج ابنه أو يجهز ابنته، ينتظر بعد حصاد القمح، حتى يعم الفرح ويأتي له الخير والرزق الوفير: «لو حد عنده فرح وقرب موسم حصاد القمح مثلًا، بيتفق على ميعاد للزفاف بعد الحصاد، عشان القمح هيجيب رزق من وراه».
أسطورة «العمار» في القليوبية
ومن الأساطير المرتبطة بالحصاد بشكل عام ما يسمى بـ«العمار»، وهي في الأصل اسم منطقة في محافظة القليوبية، وكانت تشتهر بزراعة المشمش: «مكنش حد بيتجوز إلا بعد زراعة المشمش».