يعيش حياة هادئة بين أسرته، في محافظة أسوان، وذات يوم وصلت إليه رسالة تفيد بتحويل 2 مليون و650 ألف جنيه لحسابه البنكي الخاص، ليذهب في الحال إلى موظف البنك ويبلغ بالخطأ، ويبدأ في إجراءات ردها للبنك مرة أخرى، إذ تجلت شهامة رجل على مشارف الخمسين عامًا في أمانته وإخلاصه.
يعيش صبري محمد 49 عامًا، مع زوجته وبناته الخمس حياة بسيطة ويعمل مديرًا للجمعية النوبية لصيد الأسماك منذ عام 1998، ويتقاضى راتبا لا يتجاوز الـ6 آلاف جنيه، بحسب حديثه لـ«الوطن»: «الحمد لله عايش كويس وباخد أكتر من 5 آلاف جنيه شهريا».
يمتهن «صبري» أكثر من وظيفة
يعمل «صبري» في مراكب الصيد بمحافظة البحيرة، سواء بتأجير المراكب أو بالعمل مع شريكه في صيد الأسماك وبيعها، ليتقاسم معه المكسب، إلى جانب وظيفته الأساسية، حتى يستطيع توفير نفقات بناته، خاصة ابنته الكبرى التي تنتظر ظهور نتيجة الثانوية العامة، وتتمنى تحقيق حلمها بدخول كلية الطب: «بنتي الكبيرة في تالتة ثانوي، ربنا يكرمها وتحقق اللي عايزاه، لأنها تعبت جامد، واللي بعدها في أولى ثانوي، وباقي البنات في المرحلة الإعدادية والإبتدائية».
«صبري» يكتشف خطأ في حسابه البنكي
يتقاضى «صبري» إيجار مراكب الصيد في هذه الفترة من كل عام، ولم يتوقع أن يتعرض لموقف غريب في هذه المرة، إذ حصل على إيصال الإيجار بمبلغ 26 ألفًا و500 جنيه، وفي اليوم نفسه ذهب إلى البنك لتوريد المبلغ، وقبل خروجه من المكان اكتشف حصوله على 2 مليون و650 ألف جنيه.
اعتاد «صبري» على عدم مراجعة إيصال التوريد، اعتمادًا على الرسالة التي تصل إليه عبر الهاتف، ليكتشف تحويل 2 مليون و650 ألف جنيه إلى حسابه بالخطأ، وبعد المراجعة وجد الرقم نفسه، ليعود إلى الموظف في الحال: «قبل ما أخرج من باب البنك، جاتلي الرسالة ورجعت للموظف على طول، قلت له يا أستاذ حضرتك أخطأت في الحساب، ووردتلي 2 مليون و650 ألف وشاف الإيصال».
احتفاء صديق «صبري» بأمانته
اندهش موظف البنك بعدما تأكد من الخطأ، ليساعده زملاؤه في الوظيفة على رد الأموال مرة أخرى وإلغاء التوريد، وعاد «صبري» إلى منزله، ولم يبلغ أحد بالواقعة سوى صديقه المقرب، الذي سرعان ما نشر القصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «عيالي عرفوا تاني يوم من الفيس بوك، أنا عملت اللي اتربيت عليه، والمفروض أي حد يعمل كده».