تعلق قلبه بكل ركن مصري زاره قبل سنوات طويلة، لم ينس يوما العائلة التي استضافته، وطعم المأكولات المصرية المميزة ورائحتها، والأماكن السياحية المختلفة عن غيرها، تلك تفاصيل حُفرت داخل ذاكرة الأمريكي «بول»، الذي يشغل حاليا منصب القائم بأعمال المتحدث الرسمي باسم السفارة الأمريكية في القاهرة؛ ليعاود البحث عن تلك التفاصيل منذ عودته مرة أخرى إلى مصر.
رحلة «بول» في مصر
حكاية عشق الأمريكي «بول»، أو كما أطلق على نفسه «خالد» لمصر، بدأت حينما أتى طالبا عام 2003 حتى يلتحق في برنامج خاص لتعلم اللغة العربية بالجامعة الأمريكية، ووقتها رغب في التواجد مع عائلة مصرية حتى يتعلم اللغة العامية بشكل أسرع؛ ليقوده القدر إلى عائلة «أحمد» الذي يعمل في مجال السياحة، ويقطن بقرية أبوصير بمحافظة الجيزة.
استضافت عائلة «أحمد» الأمريكي «بول»، لمدة عاما كاملا خلال فترة تواجده للدراسة، بحسب ما حكاها المتحدث الرسمي باسم السفارة الأمريكية بالقاهرة، خلال حديثه مع «الوطن»، قائلا: «وقتها كنت بدور على عيلة مصرية، ولما اتعرفت على أبو أحمد وافق، وكنت عايش في شقة لوحدي وهما أقرب ناس ليا زي عيلتي التانية بالظبط».
وكانت مفاجأة العائلة المصرية له، هي إعداد الأطعمة التي عشقها خاصة المحشي الكرنب، كونها من أفضل الأكلات المصرية بالنسبة له، بحسب ما أوضحه بجانب عشقه للبامية والأطعمة البيتي.
علاقة «بول» مع العائلة المصرية
وبخلاف فترة إقامته في منطقة أبو صير، عاش «خالد» في الجمالية حتى عاد إلى أمريكا، وعاود مرة أخرى في الفترة ما بين 2008 و2010 من أجل الدراسة في برنامج الدراسة بالخارج بكلية ميدلبري في جامعة الإسكندرية، وذلك قبل عمله بوزارة الخارجية في 2013.
وكانت أخر فترة تواجد لـ«بول» في مصر عام 2010، وبعدها انقطعت كل وسائل الاتصال بعائلة «أحمد»؛ فعندما عاود إلى مصر منتصف شهر مايو 2023 من أجل العمل في السفارة الأمريكية بشكل مؤقت حتى نهاية شهر يونيو 2023، قرر الذهاب إلى أبو صير وزيارة من أحبهم.
وبجانب العائلة المصرية التي أحبها «بول»، عشق كافة الأماكن السياحية التي زارها خاصة سيوة ومدينة دهب والصحراء الغربية؛ إذ يرى أنها على مستوى عالمي ويجب على السياح زيارتها.
بعد ما عاش سنة مع عائلة مصرية في قرية، موظف سفارة الولايات المتحدة خالد رجع بزيارة مفاجئة بعد عشرين سنة. pic.twitter.com/DdHYnFdxQV
— U.S. Embassy Cairo (@USEmbassyCairo) May 26, 2023
وجاءت شهرة «بول» كما هو معروف في الأوراق الرسمية الأمريكية أو «خالد» كما أطلق على نفسه، حينما نشرت صفحة السفارة الأمريكية بالقاهرة، فيديو ظهر أثناء زيارته إلى الأسرة المصرية، وأوضح خلاله «أنا النهاردة رايح أشوف العائلة المصرية اللي كنت عايش معاهم من 20 سنة، والزيارة دي هتبقى مفاجأة ليهم، وأنا قعدت في مصر بعد الجامعة علطول علشان أتعلم العامية، وقولت لنفسي أكيد مش هتعلم اللغة لو عشت في الزمالك أو المعادي مع أجانب، كان حلمي إني أعيش مع عائلة مصرية عشان أفهم اللغة والثقافة المصرية».