بوجه مختلف وغريب عن الإنسان الطبيعي، ونمو لم يكتمل، ورأس لا تحتوي على شعرة واحدة، وقامة قصيرة، رغم وصول عمره إلى 23 عامًا، عاش الأردني مجد أبو يمن، أيامًا صعبة تمنى فيها لو لم يولد، إذ تشخصت إصابته بعد 20 يومًا من ولادته بمتلازمة «هاليرمان سترايف»، وهي عيب خلقي نادر يؤثر على النمو وتطور الجمجمة، وأيضًا نمو وشكل الشعر والأسنان.
رؤية «مجد» في الشارع تثير الاستغراب، الأعين لا تلفت سوى على وجهة، والتساؤلات لا تطرح إلا عن شكله، كما رفضت عديد من المدارس قبوله، ويعتقد البعض حتى الآن، أنه ما يزال صغيرًا، يحكي لـ«الوطن»: «كنت اسأل نفسي لماذا أنا قصير، وده شيء مش بإيدي».
مواجهة التنمر.. أسرته أبرز الداعمين
لم تعرقل الإعاقة مسيرة «مجد» إذ استطاع مواجهتها، وكانت أسرته أبرز وأقوى الداعمين له، فدفعته إلى مواجهة الصعوبات، وتقبل ذاته مهما كان شكلها: «السبب الحقيقي وراء تغلبي على الإعاقة، هو وجود أهلي، القوة الأكبر اللي خلتني أواجه الصعوبات، ودعم من بعض الأصدقاء، وكيف تقبلوني وتعلمت من أهلي إني أتقبل نفسي بصدر رحب، وما يأثر عليا أي شيء، والإيمان برب العالمين، وإن الاختلاف حق».
زيادة ثقة «مجد» في نفسه وممارسة كمال الأجسام
بدأت ثقة «مجد» في نفسه تزداد، عندما اكتشف ذكاؤه وعبقريته في التعامل مع الأمور وابتكار الأفكار، وممارسة رياضة كمال الأجسام، وأقنع نفسه أنه يمكنه تحقيق ما لم يحققه الأشخاص العاديين، وما يزال الشاب الأردني يدرس بالجامعة، ويطمح في التخرج منها والالتحاق بسوق العمل، والحصول على شريكته حياته.
يقول: «كنت دائمًا أشوف إني هوصل لشيء كبير، ودايمًا أطرح الفكرة وتكون الفكرة في محلها، ده زاد من ثقتي، ولقيت إني سريع التعلم، وبوصل لمرحلة كتير عالية من التعلم في أي تجربة، ودخولي رياضة كمال الأجسام أثبت لي إني ممكن أكون بطل فيها، وبطل في أي شيء».
نصيحة لذوي الهمم.. «معاناتك حافز لك»
يوجه «مجد» نصيحته إلى ذوي الهمم، ومن عاشوا ما عاناه المصاب بمتلازمة «هاليرمان سترايف»، مؤكدًا أن رأي المجتمع لا يهم، فلا يوجد أي شخص على الأرض كامل أو ناجح: «قبول الناس لي هي أكثر نعمة ربنا أنعمها عليا، معاناتك من شيء هي حافز إنك تكون متميز، وممكن الإعاقة تخليك متميز أكثر بنجاحك».