ليموريا اسم ربما لم يسمعه كثيرون، يعود لقارة ظهرت حفرياتها المُسماة بحفريات الليمور في مدغشقر والهند، على الرغم من أن هذين المكانين ينتميان إلى عالمين منفصلين تمامًا في الخريطة الجغرافية، والحفريات التي عُثر عليها وتعود لقارة ليموريا الغارقة في الميحط، وكان لها نطاقا جغرافيا واسعا، جعل حفرياتها تتناثر بين الهند ومدغشقر، وأثارت القارة الغريبة فضول العلماء للبحث عن سكانها، وما إذا كانت موطن أجداد البشرية.
قارة ليموريا الغارقة
بعد ثلثي القرن التاسع عشر، لم يتبق سوى عدد قليل جدًا من الأماكن الحقيقية التي يمكن اكتشافها، وكانت قارة ليموريا من الاكتشافات التي ألهمت العلماء، وكانت بالنسبة لهم إضافة مفاجئة لقارة بأكملها إلى الخريطة، وبعدها البحث عن حقيقة كونها موطن أجداد البشرية، الذي بدأ في عام 1870، عندما اقترح عالم الأحياء الألماني إرنست هيكل، أن ليموريا يمكن أن تكون موطن أجداد البشرية، كوسيلة لشرح «الحلقات المفقودة» في السجل الحفري للبشر الأوائل، رفضًا لفرضية داروين حول الأصل الإفريقي للبشرية، وفق موقع«bigthink» البريطاني.
.
وفي ثمانينيات القرن التاسع عشر، انتقلت ليموريا من الفرضية العلمية إلى الحقيقة العلمية الزائفة عندما قامت هيلينا بلافاتسكي، مؤسسة الثيوصوفيا، بدمجها في نظام معتقداتها الباطني البدائي للعصر الجديد، وبناءً على نظرية هيجل، اقترحت أن الليموريين هم العرق الجذري الثالث للبشرية، وهم أشخاص يشبهون في أشكالهم القرود، لذلك جاءت تسمية «رجال القرود».
التنوع في قارة ليموريا
وتشارك كلا من تشارلز دبليو ليدبيتر، الذي ادعى معرفة ليموريا من خلال «الاستبصار النجمي»، مع ويليام سكوت إليوت رؤية بلافاتسكي، لشرح معلومات أكثر عن قارة ليموريا وأجناسها الجذرية، ليصل إلى مكانها الحقيقي الذي يعتبر لغزًا حتى الآن، لكن في عام 1904 افترض سكوت إليوت أن مكان قارة ليموريا في المحيط الهادئ، ووصف الليموريين بأنهم يبلغ طولهم 15 قدمًا، وبشرتهم بنية، ووجههم مسطح، ولديهم رؤية جانبية تشبه الطيور، ويمكنهم المشي إلى الخلف والأمام بنفس السهولة والتكاثر بالبيض، وأدى التزاوج مع الحيوانات في النهاية إلى ظهور أسلاف شبيهين بالقردة لبعض الأجناس البشرية.
أما شكل ليموريا فهي أرض أسطورية غارقة ذكرت لأول مرة في الأدب للتأمل في القرن الخامس عشر، بينما تكهن البعض بأن القارة المفقودة في المحيط الهادئ، غرقت تحت الأرض وبها مدن مرصعة بالجواهر تسمى تيلوس، كما تحول الناجون الآخرون من ليموريا الغارقة إلى البحر، وأصبحوا حيتان ودلافين وحوريات البحر.