الواحات الفنية بالمتحف
المتاحف والمعارض الفنية العالمية تستخدم أساليب تأمين متطورة، إلا أن ذلك لم يكن مانعا أمام اللصوص، من سرقة بعض اللوحات، لذا فكرت المؤسسات في كيفية استرجاع الأعمال المسروقة، خاصة بعد ما حدث في المتحف البريطاني، الذي غرق في فضيحة هذا الصيف، بعد تورط أحد موظفيه في سرقة 2000 قطعة.
سرقة لوحة في جلاسكو تعود بعد أكثر من 30 عاما
ما أن حل الظلام بإحدى الليالي الشتوية في فبراير 1989 بمدينة جلاسكو الإسكتلندية، حتى وضع بعض اللصوص سلم وقاموا بأبسط عملية لسرقة المتاحف عرفها التاريخ، حيث تسلقوا السلم ودخلوا المتحف عبر النافذة الموجودة بالطابق العلوي، ليقوموا بعدها بالهرب بإبريق ثمين ولوحة زيتية، وفقا لتقارير وسائل الإعلام الإسكتلندية في ذلك الوقت.
لوحة «أطفال يخوضون»
لوحة «أطفال يخوضون» التي سرقها اللصوص من متحف قلعة هاجز للأطفال في أكبر مدن اسكتلندا وثالث أكبر مدن المملكة المتحدة، تم استعادتها منذ 3 أيام بعد مرور ما يقرب من 35 عاما على فقدها، حيث تم اكتشاف وجود اللوحة مؤخرًا خلال عرضها في دار مزادات شمال إنجلترا، بحسب ما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الامريكية.
لوحة «أطفال يخوضون» التي رسمها الفنان روبرت جيميل هاتشيسون، معلقة الآن في متحف جلاسكو وفقا لما أكدته جمعية المتاحف الخيرية بالمدينة، وقال جيمس راتكليف، مدير عمليات الاسترداد في«Art Loss Register»، وهي منظمة تتعقب الأعمال الفنية والتحف والأعمال الفنية المفقودة والمسروقة والمنهوبة، إن هذا الاكتشاف جاء بعد أن وصلت اللوحة إلى مزادات العام الماضي في شمال يوركشاير بإنجلترا، كجزء من عملية بيع المقتنيات، حيث تساعد الشركة دور المزادات وغيرها من الأسواق التي تبيع الأعمال الفنية الفن على مراجعة العناصر المعروضة للبيع بقاعدة بيانات تضم حوالي 700000 قطعة مفقودة: «بمراجعة قاعدة البيانات اكتشفنا أنها اللوحة المسروقة، قمنا بسحبها من دار المزادات وإعادتها للمتحف، لكن من الصعب تتبع كيف وصلت للمزادات بعد كل هذه السنوات.
وتصور لوحة «أطفال يخوضون»، التي رسمت عام 1918 في بلدة كارنوستي الساحلية الاسكتلندية، فتاتين غارقتين في الماء، مع وجود قارب لعبة في الخلفية، تم اختيار موضوعات اللوحة، ماري وات ولورنا جالواي، من قبل الفنان في زيارة إلى مدرسة محلية، وفقا لبيان صحفي صادر عن Art Loss Register، وبحسب وسائل إعلام محلية، فقد بلغت قيمتها وقت سرقتها 8000 جنيه استرليني، أو حوالي 13000 دولار في ذلك الوقت».
استعادة لوحة فان جوخ بعد سرقتها
لوحة للفنان العالمي فان جوخ، وهي إحدى اللوحات الفنية النادرة التي أعلن عن عودتها لمتحف جرونينغر في هولندا بعد سرقتها بـ 3 سنوات خلال الأيام الماضية، حيث أصيب ببعض الخدوش، وكانت السرقة قد تم اكتشافها في مارس 2020.
لوحة The Parsonage Garden at Nuenen in Spring، الموجودة في متحف The Singer Laren شرق أمستردام، وهي لوحة زيتية على الورق مقاس 25 × 57 سنتيمترا، يظهر فيها شخص يقف في حديقة محاطة بالأشجار، في الخلفية تظهر كنيسة، ويعود تاريخها للوقت الذي عاد فيه فان جوخ لعائلته في الريف بهولندا، وتصل قيمتها إلى 6 ملايين يورو، وفقا لمدير متحف غرونينغر، أندرياس بلوم، خلال مقابلة له مع وكالة AFP.
سرقة لوحة حكاية الأمير الضفدع
أعلنت محكمة ميونخ عما أسمته «الجريمة الراقية» بعد أن استبدل موظفا في متحف ألماني عددا من اللوحات الفنية الأصلية بأخرى مزيفة، خلال فترة عمله بالمتحف عام 2016 حتى عام 2018، ومن بين اللوحات المسروقة اللوحة الشهيرة «حكاية الأمير الضفدع» لفرانز فون ستوك، واستبدلها بنسخة مزيفة وطرح النسخة الأصلية للبيع بالمزاد.
وحكمت عليه المحكمة بالسجن 21 شهرا مع وقف التنفيذ وأمر بسداد أكثر من 64.200 دولار للمتحف، لاعتبار المحكمة ان المتهم اعترف وأظهر ندما حقيقيا، بحسب ما ذكرت الـ «CNN».
صعوبة بيع اللوحات المسروقة
صعوبة بالغة يواجهها اللصوص في بيع الأعمال الفنية المسروقة، خاصة اذ ما تم الابلاغ عن السرقة على نطاق واسع، ليس كما تصوره أفلام هوليود الساحرة، كريستوفر مارينيلو، مؤسس شركة Art Recovery International، وهي شركة متخصصة في استعادة الأعمال الفنية المسروقة، أكد أنه بمجرد اعتبار اللوحة ملكية مسروقة وإدراجها في قواعد بيانات عامة وخاصة مختلفة، يصبح من المستحيل بيعها، حيث يلجأ اللصوص إلى بيعها الى أفراد أو لمتاجر، ومن الشائع أن تظهر الأعمال المفقودة بعد فترة طويلة أثناء بيعها بالمزادات كونها تعلق على الحوائط بمناول الأشخاص الذين اشتروها من 30 إلى 40 عاما، وقد لا يعلم هؤلاء الأشخاص بأصولها، وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
عقوبات لسرقة اللوحات الفنية
في كثيرمن الأحيان لا ترغب المزادات في الإبلاغ بسرقة أعمال فنية، وتكتفي بإرجاع القطع المسروقة خوفا على سمعتها، وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.