في مشهد إنساني يمتلئ بروح الرحمة والعطاء، وعلى بعد خطوات من مسجد فاطمة الشربتلي في التجمع الخامس، تصطف مجموعة من الكلاب الضالة بعد كل صلاة جمعة، منتظرة إمام وخطيب المسجد الذي اعتاد أنّ يطعمها منذ سنوات بكميات من الطعام والمياه.
الدكتور حازم غريب، إمام وخطيب المسجد، لم يتردد لحظة في توفير كميات من الطعام والماء بعد كل صلاة جمعة، لمجموعة من الكلاب الضالة، كونها تحتاج إلى العطف والرعاية وقد لا تجد طعامًا لعدة أيام، مؤكدًا في بداية حديثه لـ«الوطن»: «كل يوم جمعة بعد صلاة الظهر، تأتي مجموعة من الكلاب الضالة في الشوارع القريبة من المسجد».
الإمام اعتاد تقديم الطعام لها منذ سنوات
اعتاد الإمام منذ سنوات، على تقديم الطعام لهذه الكلاب بشيء من اللطف والرحمة، إذ إنها تعرف موعد انتهائه من الصلاة، وتلتف حوله لحظة خروجه من المسجد: «يبدو أنها تعرف الموعد جيدًا، فلاحظت أنها تنتظر حتى تنتهي الصلاة، ثم تبدأ في التجمع وتأتي إلي مسرعة».
مشهد إنساني يجمع إمام مسجد ومجموعة كلاب ضالة
بمجرد رؤية الكلاب للإمام، سرعان ما تعبر عن سعادتها وتقترب منه بأصواتها وحركاتها، وكأنها تعبر عن مدى افتقادها له: «ما يثير انتباهي هو أنّ هذه الحيوانات الأليفة تتصرف بلطف وأدب، وتنظم نفسها بشكل طبيعي دون أي فوضى أو نباح، ونظراتها وحركاتها كأنها توجه إلي رسالة بالافتقاد في مشهد يجعلني أردد سبحان الله عدد خلقه».
ورفض إمام وخطيب المسجد، ظاهرة العنف ضد الحيوانات الأليفة، مؤكدًا أنها ليست من مبادئ الدين الإسلامي: «تحمل هذه الكائنات رسالة من الرحمة التي أمر الله بها، وهي مبدأ أساسي في ديننا الحنيف الذين ينهانا عن العنف والقتل أو الظواهر التي لا تعد قيمًا إسلامية حقيقية، فالله تعالى وصفها بأنها أمم أمثالنا».