ولد بمحافظة سوهاج في صعيد مصر، وتوقف تعليمه عند السنة الدراسية الأولى بالمرحلة الإعدادية كباقي أفراد أسرته وقريته، فجميعهم لم يكملوا تعليمهم ومنهم لم يلتحق بالمدرسة من الأساس، وبدأ بالبحث عن عمل، فأخذ من الصيد حرفة ثم أعقبها بالعمل في المهن المتنوعة، وفي لحظة فارقة من حياته، قرر وعمره 20 عامًا استكمال دراسته، فالتحق في كلية الإعلام جامعة القاهرة بعد تخطي الـ30 من عمره، ومنها حصل على الماجستير من جامعة المنصورة وعمره 43 عامًا، ضاربًا مثالًا في التمسك بالهدف، وتحقيق الأحلام.
حسن سليمان، ناقش رسالة الماجستير بجامعة المنصورة منذ أيام، وكانت بعنوان «العلاقة بين مشاهدة الأفلام السينمائية المصرية وتكوين الصورة الذهنية للحياة في الصعيد لدى الجمهور»، تحدث لـ«الوطن» عن الأيام الطويلة التي مرت من حياته، حلم معها وظل الحلم يراوده، يملؤه الشغف تارة، ويصيبه الضعف وفقدان العزيمة تارة أخرى، لكنه يعود مجددًا إلى العمل، تحركه إرادته فيسير خلف حلمه، ضاربًا بكل الصعوبات عرض الحائط: «عندنا في القرية مفيش حد بيتعلم، كل تفكير الناس في شغل ومهنة، لكن في لحظة لقيت نفسي بتكلم كويس وبتعامل مع الناس كشخص متعلم، فسألت نفسي أنا تعليمي إيه ومعايا إيه، ومن هنا قررت أكمل تعليمي».
أنهى الثانوية العامة وعمره 27 عامًا
حصل «حسن» على الشهادة الإعدادية وعمره 23 عامًا، ثم الثانوية العامة وعمره 27 عامًا، والتحق في كلية الإعلام جامعة القاهرة، ثم نال البكالوريوس بعد تخطي سن الثلاثين، وفقا له: «كنت بذاكر وأنا بين عيال صغيرة، تعبت كتير وعديت بظروف صعبة، أنا كنت راجل كبير وعندي 24 سنة ومطلوب مني أصرف على نفسي وأكون بيت وأسرة، وبعد ما خلصت ثانوية مفيش حاجة قبلاني لأن سني كبير، استنيت 5 سنين لغاية ما دخلت تعليم مفتوح، وقعت كتير في الطريق بس كان قدامي حلم بسعى ليه».
يسترجع «حسن» ذكرياته قبل استكمال تعليمه، سارحًا بخياله لدقائق، حين عمل صيادًا، يعيش ويأكل وينام في عرض البحر، كما عمل أيضًا كمساعد شيف وفراش بإحدى شركات البترول، وبائع مناديل في الأتوبيس: «اشتغل كتير وحاولت وعافرت كتير، بس كان هدف إني أكمل تعليمي بيحركني، ورغم إن سعيت لده متأخر، إلا إن الحمدلله حققت هدفي ومكمل».
ناقش رسالة الماجستير وحصل على درجة الامتياز
ناقش «حسن» رسالته منذ أيام، وحصل على درجة الامتياز مع التوصية بالطبع والنشر على نفقة الجامعة وتبادلها داخل الجامعات العربية والأجنبية، وكانت تحت إشراف لجنة من المشرفين بجامعة المنصورة، مؤكدًا أن هدفه هو تغيير نظرة الرجل الصعيدي في السينما والدراما المصرية: «ده هدفي من فترة طويلة مش بس دلوقتي، استمريت في الإعداد لرسالتي لمدة 25 شهرا، ومكمل رسالتي الجاية عن الصعيد، وهدفي إن أفلام السينما المصرية لا تشكل واقع الصعيد الحقيقي».