سافر من المنيا جنوب مصر إلى أمريكا منذ 14 عامًا للعمل، تزوج ونشأت طفلتاه هناك، لكنهما تتحدثان اللغة العربية جيدًا، فمحاولات «جوني» لتعليم ابنتيه اللهجة العربية لا تتوقف، وأيضًا، إخبارهما بالعادات والتقاليد والثقافة المصرية التي يجب التمسك بها، في محاولة منه لتعزيز إحساسهما بوطنهما الأم، وليست اللغة العربية فقط التي يحاول تعليمها لطفلتيه، بل أيضًا اللهجة الصعيدية.
جوني ألفي إدوارد، مصري من المنيا، يعمل في العاصمة الأمريكية واشنطن مديرا عاما لأحد المطاعم، وحصل على جائزة أفضل شخصية قيادية في واشنطن العام الماضي، بسبب دوره في المجتمع والأعمال الخيرية التي يقوم بها، يحكي لـ«الوطن»، فكرة تعليم طفلتيه، اللهجة الصعيدية والتراث المصري، في محاولة منه لتأكيد أصله وأصل أسرته الصعيدي، وعدم التخلي عنه: «بنحاول أنا ووالدتهم نتكلم مع بعض بالعربية كتير، لكن مش كل الكلام بيفهموه، علشان كده بحاول أعرفهم اللغة العامية اللي بتتقال في الشارع المصري، علشان لما ينزلوا مصر يقدروا يتكلموا ويتعاملوا».
تعليم طفلتيه اللهجة الصعيدية والتراث والثقافة المصرية
يفتخر «جوني» بنشأته الصعيدية، وأراد أن يعلم طفلتيه اللهجة الصعيدية واللغة العامية المصرية، ومعرفة أجدادهم وأصولهم: «النقطة دي مهمة بالنسبة لي، لازم نكون على دراية بأصلنا، المجتمع الأمريكي منفتح، ولازم يكون في تواصل وتثبيت بالعادات والتقاليد واللهجة واللغة بتاع وطننا الأم وخاصة الصعيد».
فيديوهات تعليم اللهجة الصعيدية على «فيس بوك»
نشر «جوني» فيديوهات عبر صفحته الشخصية على «فيس بوك» يظهر فيها مع طفلتيه، ينطق هو الكلمة أو الجملة باللغة الإنجليزية، ثم يرد طفلتيه ويترجمونها إلى اللهجة الصعيدية، في فيديوهات، حققت انتشارًا وتفاعلًا كبيرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «لما نزلنا الفيديوهات، لقينا إنها بترسم الابتسامة على ناس كتير في مصر، وكانوا مبسوطين بالتجربة، شايفين إنها حاجة جديدة، وفكرة إني أقول الكلام بالإنجليزي وهما بيترجموه صعيدي ده كان بعد تدريب شاق».
الأمريكيون معجبون بـ«حفاظًا على التراث المصري»
يرى الأمريكيون فيديوهات «جوني» عبر «فيس بوك»، ويعبرون عن سعادتهم وإعجابهم بالفكرة، التي تحمل عنوان «حفاظًا على التراث المصري»، وعبروا أيضًا عن إعجابهم بالعلاقة بينه وبين طفلتيه: «الأجانب حبين الفكرة إن في تواصل مع أطفالي بالشكل ده وإننا بنتكلم كلام وطننا الأم، أنا روحت للفصل بتاع أطفالي في المدرسة، وبعرفهم قيمة مصر، ووزعت عليهم هدايا تذكارية من مصر مرسوم عليها فراعنة، وبحاول أوضح لهم إن مصر مش مجرد أهرامات وتراث وآثار، لكن فيها شواطئ وجو جميل، وكمان بعرفهم القيم والعادات والأماكن وتاريخنا كله».