تقنية ChatGPT- تعبيرية
«شات جي بي تي – ChatGPT»، فور سماع هذا المصطلح يقفز إلى الأذهان صفات تكنولوجية رقمية عبقرية، تسهّل الإجابة عن كل ما يدور في ذهن الإنسان بسلاسة، فقط كل ما في الأمر، تسجيل الدخول إلى الشات، ثم طرح السؤال وانتظار الإجابة الفورية، الأمر الذي جعل بعض الطلاب يفكرون في الاعتماد عليه لمساعدتهم في الإجابة على أسئلة الامتحانات، التي يصعب حلها، لكن من قال إنّ إجابات «شات جي بي تي» حول أسئلة المناهج الدراسية صحيحة من الأساس.
«الوطن» تسأل و«شات جي بي تي» يجيب
«الوطن» خاضت تجربة طرح أسئلة على «ChatGPT»، تخص المناهج الدراسية في مراحل مدرسية مختلفة، عبر تطبيق «Poe» الذي طورته شركة «Quora» الأمريكية، ليكون بمثابة مركز موحد للتحدث مع روبوتات الذكاء الاصطناعي المختلفة، والمفاجأة تكمن في أن الإجابات التي أخرجها الشات جميعها خاطئة ولا تمت للإجابة الصحيحة بصلة.
في البداية فحصت «الوطن» النماذج الاسترشادية لامتحانات الصفوف الدراسية المختلفة، وبدأت باختيار أسئلة معينة متفاوتة في الصعوبة ومن مواد مختلفة، من أجل طرحها على «شات جي بي تي – ChatGPT»، وبدأت بالأسئلة السهلة حول الثورة العرابية التي يدرسها طلاب الصف السادس الابتدائي، وكان السؤال، «ماذا تعرف عن الزعيم المصري أحمد عرابي؟»، ولكن إجابة التطبيق كانت غريبة.
الإجابة حملت أخطاء غير مفهومة ولا تغتفر، حيث اعتبر «عرابي» من مواليد الدقهلية، وهو من الشرقية، ثم قال إنه تولى رئاسة مصر بعد الرئيس الراحل محمد أنور السادات وهذا غير صحيح، ثم أنه شارك في الحرب الكورية مع الجيش الأمريكي، وأيضًا أنه توفي عام 2014 أي بعد ثورة 30 يونيو، وجميع ما سبق من معلومات بالطبع مغلوطة.
وبسؤال «ChatGPT» في مادة اللغة العربية للمرحلة الثانوية، حول سؤال ورد في الامتحانات الاسترشادية، يقول «كنت أنجح كي أفر من الجحيم لكي لا أغضب أمي.. من الكاتب الذي قال هذه العبارة؟» فأجاب بأنه هذه العبارة قالها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في كتابه الأوتوبيوغرافي «الأرض الموعودة»، وهو بالطبع ليس المقصود ولكن هي جملة قالها لكاتب والروائي المصري يحيى حقي، وورد عليها سؤالا في مادة اللغة العربية بالمرحلة الثانوية.
وفي مادة اللغة العربية، أجاب البرنامج عن سؤال «غنّ للملاح واسمع شدوه عبر القنال، تطرب التاريخ في شطيه ألحان النضال، من قائل هذه الأبيات؟»، وقال إنها من قصيدة «الملاح» للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، وتتحدث عن الملاح وعن البحر والرحلة، وتعبر عن الوجدان الفلسطيني والنضال الوطني، وفي الغالب لا يحتاج أحد للبحث لكي يعرف أن الإجابة غير صحيحة، فهذه الأبيات للشاعر المصري محمود حسن إسماعيل، والتي طرحت بالتزامن مع افتتاح قناة السويس.
وجاء سؤال أخر حول كم عدد الشركات التي أنشأتها مصر في القترة بين عامي 1900 إلى 1907 في مجال استصلاح الأراضي؟»، سؤال ورد بالامتحانات الاسترشادية لمادة التاريخ في المرحلة الثانوية، وأخطأ «شات جي بي تي» كالعادة في إجابته، قائلًا إنها تزيد عن 7 شركات، ولكن الحقيقة أنها نحو 160 شركة خلال هذه الفترة، وفقا لما جاء في الفقرة الشارحة للسؤال، وحاول أيضا إلحاق أجابته الخاطئة ببعض المعلومات العامة لكن تكن وافية.
وبالعودة إلى التاريخ مرة أخرى، وفي محاولة لجلب أي إجابة دراسية صحيحة من «ChatGPT»، تم سؤال الشات عن ماذا تعرف عن الثورة العرابية؟، وإجابته كانت مذهلة وكفيلة لإنهاء هذه المحادثة، حينما قال نصًا، «الثورة العرابية هي ثورة قادها الشيخ عبد القادر الجزائري ضد الحكم العثماني في الجزائر، وكانت تهدف إلى استعادة الاستقلال الجزائري وتحرير البلاد من الاحتلال العثماني»، وهنا أيقنت «الوطن» حقيقة الأمر، وحكمت هذه التجربة على إجابات «ChatGPT» عن الأسئلة الدراسية بالفشل، وعدم التوافق مع الإجابات المقرة في نماذج الإجابة.
عزيزي الطالب «شات جي بي تي» لن يجيب عن أسئلة امتحانك
من هنا تجدر الإشارة إلى أن الطلاب الذين يخططون الاستعانة بـ«شات جي بي تي- ChatGPT»، كوسيلة للغش في الامتحانات، سيخيب أملهم، ولنيحصل على الإجابة المرجوة، مع التنبيه على أن وزارة التربية والتعليم شددت على منع استخدام مثل هذه التطبيقات داخل اللجان، لعدم تعريض من يستخدمها لعقوبة الغش.
لا بد من تشجيع طلاب المدارس للابتاعد عن الغش والحفاظ على مجهودهم في المذاكرة، وفقا لما قالته الدكتورة سامية خضر الخبير التربوي، لافتة إلى أن عمل نسخ مختلفة من الامتحانات يحد من الغش، كونه يرغم الطالب الغشاش على الاعتماد على نفسه.
وأوضحت «خضر» لـ«الوطن»، أنّ هناك طرق مختلفة للغش تظهر كل عام مع تقدم التكنولوجيا وتطور وسائل الاتصالات الحديثة، لذا معاقبة الطالب الغشاش بشكل صارم وسيلة لردعهم، كما أن المراقبين يجب أن يتسموا بالحسم وعدم التهاون حال رؤية حالة غش.