مخاطر جسيمة للنصائح النفسية للمراهقين على السوشيال ميديا
بعنوان «ابتعد عن هذه الطريقة لمساعدة المراهقين المكتئبين»، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تحذيرات على لسان الدكتور ساكسبي عالم نفس سريري وأستاذ علم النفس في جامعة جنوب كاليفورنيا، من مساعدة المراهقين خاصة أولئك الذين يدرسون بالمرحلة الإعدادية في التخلص من الحزن والقلق من خلال منشورات النصائح النفسية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكشفت الصحيفة الأمريكية عن ارتفاع معدلات الانتحار والقلق والاكتئاب بين المراهقين منذ وقت الإغلاق الذي صاحب تفشي جائحة كورونا، وهو ما دفع صناع السياسات في جميع أنحاء العالم إلى جعل موارد الصحة العقلية متاحة على نطاق أوسع للشباب من خلال البرامج في المدارس وعلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن وفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فإن هذه الاستراتيجية حسنة النية قد تٌؤدي إلى مخاطر عديدة على المراهقين على عكس العلاج التقليدي رغم كونه مكلفًا ويستغرق وقتًا طويلاً، ولا يتمكن إلًا من الوصول إلى أعداد محدودة للغاية مقارنة بالسوشيال ميديا.
نيويورك تايمز: الاعتماد على السوشيال ميديا في الحصول على النصائح النفسية محفوف بالمخاطر
على الرغم من مزايا النصائح والبرامج المتاحة على مواقع التواصل بالوصول إلى أكبر عدد من الشباب وبأقل تكلفة التي يٌمكن وصفها بـ «اللمسة الخفيفة»، فإن منشورات كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد مثل الـ«تيك توك»، وورش العمل الخاصة بالتعامل مع الحزن في المرحلة الإعدادية على مواقع التواصل نهج محفوف بالمخاطر.
الدراسات الحديثة، وجدت أن العديد من هذه البرامج لم تفشل في مساعدة الشباب فحسب، بل إنها أدت إلى تفاقم مشاكل صحتهم العقلية، وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، موضحة أن فهم الأسباب التي أدت إلى نتائج عكسية لهذه الجهود يمكن أن يٌسلط الضوء على مدى قدرة المجتمع على مساعدة المراهقين الذين يٌعانون من الاكتئاب والقلق.
الطرق التقليدية أكثر أمانا للمراهقين
علماء النفس السريري استبدلوا برامج السوشيال ميديا، ببرنامج مدرسي للتدريب على المهارات الاجتماعية والعاطفية يسمى WISE Teens، يتكون من 8 جلسات دراسية أسبوعية مُدتها ساعة يتعلم فيها الطلاب إدارة عواطفهم بمساعدة الأدوات والمبادئ المستمدة من العلاج السلوكي المعرفي التي تُعني ممارسة التأمل بغرض الوصول إلى الوعي بالذات وحالة التنوير، بحسب الصحيفة الأمريكية.
معلومات مجهولة المصدر
المعلومات والنصائح النفسية على مواقع التواصل الاجتماعي لا يكون معلوم مصدرها ومدى دقتها بحسب الدكتور جمال فرويز في حديثه لـ«الوطن»، كاشفا عن أن معظم هذه البرامج لأشخاص غير متخصصين ويُطلقون على أنفسهم ألقابًا مثل الدكتور أو الأستاذ الجامعي أو خبير نفسي على غير الحقيقة.
فرويز: نصائح كارثية للمراهقين على السوشيال ميديا
وحذر «فرويز»، من خطورة بعض هذه المعلومات على الشباب والمراهقين، مشددًا على ضرورة استقاء المعلومات من مصادر موثوقة، خاصة أن الأمر يلقى رواجا كونها مشورة سريعة ورخيصة الثمن «بنشوف حاجات خيرة وكارثية على السوشيال ميديا، لازم الناس تدور على مصدر النصائح، لأن كله بقى يقول أسأل هنا بدل ما أنزل احجز وادفع كشف وبتكون النتيجة كارثية».
وكشف استشاري الطب النفسي، أن مشكلات أخرى يتعرض لها المراهقون من الكشف أونلاين، منها ابتزاز بعض المصادر والمواقع غير الموثوقة الشباب بمعلوماتهم التي كتبوها طلبا للمال، لافتًا إلى ضرورة التأكد من المواقع والمعلومات التي تقدمها، إذ إن بعض المواقع تقدم نصائح كارثية كتلك التي تشجع الأزواج على الطلاق والانفصال أو إعطاء نصائح تربوية غير صحيحة تؤثر على النشء.
هندي: مخاطر جسيمة على المراهقين للنصائح النفسية من غير المتخصصين
كل مرحلة عمرية يمر بها الإنسان تصاحبه فيها بعض المشكلات النفسية والسلوكية والاجتماعية وأخرى متعلقة ببعض العادات اليومية بحسب ما أكد الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي في حديثه لـ «الوطن»، مشيرا إلى أن أخطر هذه المشكلات تلك التي تصاحب المراهق لما يكون عليه من اندفاعية وضبابية الرؤية، بسبب تشوش الهوية ما بين الطفولة أو شاب له شخصية مستقلة كما يشعر من داخله.
عدم وجود شخص موثوق به قريب من المراهق لتقديم النصيحة له يجعله فريسة لمواقع التواصل الاجتماعي وما يقدم عليها من معرفة بالاضطرابات النفسية التي يتعرض لها، بحسب «هندي»، كاشفا عن مخاطر عديدة يتعرض لها المراهق، إذا ما حصل على هذه المعرفة من أفراد غير متخصصين لا يُقدمن المعلومة بأمانة وضمير كحق تقرير المصير والسرية ومن خلال ممارسة مهنية لتقديم النصيحة الصحيحة.
النصائح النفسية لا يمكن تعميمها
فالنصائح النفسية لا يمكن تعميمها، كونها تعتمد على حالة كل شخص وطبيعة المشكلة التي يواجهها، ويتطلب معالجتها الحصول على العديد من الشهادات من بكالوريوس وشهادات عليا وممارسة وتعجيل الأداء بالاستماع لملاحظات خبراء المجال مع مهارة الملاحظة وفقا لـ«هندي»، كاشفًا عن أن بعض النصائح تًدمر النفس البشرية وتؤدي إلى التهلكة.
الابتزاز الإلكتروني
الابتزاز الإلكتروني، أبرز المخاطر للنصائح النفسية على السوشيال ميديا، بحسب استشاري الطب النفسي، لافتا إلى أن المراهقين بالولايات المتحدة أنفقوا خلال جائحة كورونا ما يقرب من 500 مليون دولار على الابتزاز الإلكتروني، بعد استدراجهم من بعض البرامج النفسية التي استغلت ما قدمه هؤلاء المراهقون من معلومات.
تحذيرات من غرف الدردشة المجانية والاستشارات النفسية الأونلاين
وحذر «هندي»، المراهقون من غرف الدردشة المجانية والاستشارات النفسية الأون لاين، إذ إن السلعة الرديئة غالبا ما تقدم مجانا، مشددا على ضرورة اختيار المواقع الموثوقة كموقع وزارة الصحة المصرية والأطباء المعروفين أصحاب الحسابات الموثقة.