على بعد خطوات من مولد السيدة زينب في الليلة الختامية، احتضنت مجموعة من الكلاب الصغيرة، جروًا صغيرًا يشبهها كأنه شقيقها، وبعد ثوان وجيزة، رقدت فوق بعضها وكأنها تحميه من البرد القارس، لكن الحقيقة كانت مروعة، التي رصدتها عدسة «الوطن».
ما شعرت به الكلاب الصغيرة
نفق الجرو الصغير أسفل كاوتش «سيارة»، ووقتها رفض إخوته تركه وحيدا حيث تجمعوا حوله من أجل تدفئته بحرارة أجسادهم، وكأن الكلاب الصغيرة تأمل في نجاته أو أن تدب فيه الروح مرة أخرى، ذلك المشهد الإنساني أبكى أغلب المارة، الذين لم يقتربوا من الكلاب الصغيرة.
الدكتورة نادين العمروسي، طبيبة بيطرية، فسرت لـ«الوطن» ما شعرت به الكلاب حسب سيكولوجية الحيوانات، بأن لحظة الصورة لم تتوقع تلك الحيوانات وفاة الكلب، بل بشكل مباشر توقعت شعوره بالبرد بعد الحادث، ما جعلها تلتف حوله حتى تقدم المساعدة له.
هل تحزن الحيوانات على فقد أقرانها؟
تأثر الجراء الصغيرة الشديد، هو أكثر ما لفت بالمشهد الذي رصده «الوطن»؛ ليتساءل رواد مواقع التواصل الإجتماعي عن احتمالية حزن الحيوانات على فقدان أقرانها؛ والإجابة بالطبع بالإيجاب، فليس البشر فقط من يحزنون، فالحيوانات أيضًا تحزن وتتأثر على رحيل أصحابها.
باربرا جيه كينج، أستاذة الأنثروبولوجيا المتقاعدة بجامعة ويليام وماري البحثية بولاية فيرجينيا، ومؤلفة كتاب «كيف تحزن الحيوانات لفراق أقرانها»، سبق وأوضحت في تقرير لها نشرته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: «الحب والحزن ليسا حكرًا على البشر، بل إن الكثير من الحيوانات تعتريها هذه المشاعر».
وتابعت «باربرا»: «إذا شوهد الحيوان الذي فقد حديثًا أحد أقاربه، منزويًا أو مُضربًا عن الطعام أو محرومًا من النوم أو لم يسلك الطرق التي كان يسلكها في المعتاد أو أبدى سلوكيات تنم عن الحزن، فيمكننا الجزم بأن فقدان المقربين يستثير استجابة وجدانية لدى جميع الحيوانات».
طبيبة بيطرية: الحيوانات تحزن على فقد أقرانها
وقالت «العمروسي»، إنّ حزن الحيوانات على موت أقرانها وأصدقائها من البشر يظهر في التصرفات، حيث تنزوي البعض وتمتنع عن مخالطة غيرها وتعزف عن النوم والأكل وحتى الصيد والتزاوج.
كما تحتاج الحيوانات فترة من الوقت لاستيعاب فكرة فقد أي كائن مقرب لها، فيعد الموت واحدًا من أشد الفواجع وطأة على الحيوانات الاجتماعية، بحسب «العمروسي»، لافتة إلى أن ما يختلف في حزن البشر عن الحيوانات، هو ذرف الدموع.