تضم مصر العديد من الأماكن الأثرية التي تعود لفترات زمنية طويلة، ومنها بيت الرزاز الموجود في حي الجمالية، في الطريق الذي يربط بين باب الوزير حتى بوابة زويلة في الدرب الأحمر، بمنطقة باب الوزير، حيث يضم 170 غرفة وتصل مساحته إلى 3400 متر، وفق كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، الدكتور مجدي شاكر.
بيت الرزاز بناه السلطان قايتباي
الدكتور مجدي شاكر قال في تصريح لـ«الوطن»، إنّ البيت بناه السلطان قايتباي سنة 1480 ميلادية في القرن الـ15 وهو الجزء الأول، أما الجزء الثاني، فبني في القرن الـ18 على يد أحمد كتخدا، وتم فتح البيتين على بعضهما وعاش فيهما، إضافة إلى تمتعه بلمسات من العمارة المملوكية التاريخية.
البيت يضم الشبابيك والمشربيات والألواح الخشبية
كبير الأثريين في وزارة السياحة والآثار، أوضح أنّ بيت الرزاز يضم العديد من النماذج النادرة من الشبابيك، والمشربيات، والألواح الخشبية، والزخارف الهندسية، التي تجسِّد الفن المعماري القديم في العصور المملوكية والعثمانية، وهو ما جعله يسجل كأثر إسلامي تابع لوزارة الآثار المصرية في عام 1960م.
«شاكر» قال إنّ بيت الرزاز خضع في 2007 لعملية ترميم بقيادة المركز الأمريكي للبحوث في مصر، واسم الرزاز يقصد به المسؤول عن جمع ضرائب محصول الرز، حيث ورث هذه المهنة عن جده خليل كتخدا، الذي كان أشهر تاجر أرز في مصر، وعرف عنه الصدق والكفاءة.
من هو الرزاز؟
كان الرزار من بين الأمراء التابعين والمقربين للوالي فمنحه وظيفة حيوية وهي جمع ضريبة الأرز من الأقاليم والأرياف، فاستطاع أن يقنع أصحاب الأراضي بتخصيص جزء من محصول الأرز لتغطية قيمة الضريبة المفروضة لذلك، ومن بعدها أصبحت تلك العائلة مسؤولة عن جمع ضريبة الأرز في مصر، ومن هنا جاءت تسمية الرزاز، وكنوع من المكافأة والإشادة بجهوده أعطى له الوالي بيت قايتباي ثم أسس حفيده أحمد كتخدا الرزاز، القسم الغربي سنة 1778م وبعد فترة تم مزج القسمين معا، وكانت تلك البيوت تنقسم إلى حرملك وهو الجزء الخاص بالنساء، وسلاملك وهو الجزء الخاص بالرجال، ومقعد صيفي، إضافة إلى الغرف الخاصة بتخزين احتياجات البيت وغرف الخدم والمطابخ والتنظيف.