100 يوم مرت منذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي اندلعت في 7 أكتوبر الماضي بعد تنفيذ عملية «طوفان الأقصى»، ولا تزال جراح الشعب الفلسطيني تنزف، ولا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف النساء والأطفال والشيوخ، ويُدمر عائلات كاملة، ويسوي الأحياء السكنية والمنازل بالتراب.
100 يوم على الحرب الإسرائيلية
وبعد مرور 75 يومًا كاملة، أعادت مشاهد نزوح العائلات ومشاهد القتل والدمار إلى أذهان الفلسطينيين والعرب مشاهد نكبة 1948، ولكن في نسختها الحديثة، فما أشبه اليوم بالأمس، وما أشبه الليلة بالبارحة، فـ المشاهد المؤلمة لا تزال تتكرر، بعد أن ضمّت عمليات النزوح التي تكررت أكثر من مرة على مدار 100 يوم أسرًا بأكملها على عربات الكارو تجرّها الدواب، وآخرون يحملون أطفالهم على أكتافهم، ويحتفظون بما يستطيعون من أغراضهم الحياتية؛ تاركين وراءهم بيوتهم ومتعلقاتهم.
عشرات الكيلومترات، يقطعها الشعب الفلسطيني سيرًا على الأقدام، هربًا من القصف الإسرائيلي الذي دمر منازلهم وجعلهم مشردين بلا مأوى، وهي نفس الظروف التي عاشها الشعب الفلسطيني أثناء نكبة 1948، شهدوا خلالها تدميرًا واسعًا لقرى وبلدات كاملة بلغت حد محوها من ذاكرة الجغرافيا ودخولها إلى ذاكرة التاريخ.
ومنذ الحرب الإسرائيلي التي دخلت في يومها الـ100، فقد خلّف قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 23 ألف شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء، فيما أصيب أكثر من 60 ألف جريح، وذلك بحسب أحدث حصيلة صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، إذ يعتبر عدد الشهداء الفلسطينيين في الحرب الحالية هو الأعلى منذ نكبة 1948 وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
الدمار يسود أرض فلسطين
وعلى مدار 100 يوم من العدوان الإسرائيلي الغاشم، أصبح الدمار هو سيد المشهد، والمنازل السكنية أصبحت بؤر رمادية يعلوها الركام، ونحو 80% من سكان قطاع غزة يتكدسون داخل المخيمات غير المؤهلة للعيش، وتوقفت العديد من المستشفيات عن العمل، فـ أصبح المصابون الذين أفلتوا من القصف الإسرائيلي يموتون متأثرين بإصاباتهم خاصة مع العمل الجزئي لأقل من نصف المستشفيات في قطاع غزة.
ولم يقف المشهد عند هذا الحد، بل انتشرت المجاعات والأمراض بين النازحين، وأصبح الأطفال يعانون من اضطرابات وصدمات نفسية، حتى أنّهم باتو يفتقرون إلى أبسط حقوقهم في التعليم بعدما استهدف قصف الاحتلال الإسرائيلي المدارس داخل القطاع.