تسبب الذكاء الاصطناعي في اختفاء العديد من الوظائف، التي طالت في طريقها مهنة التعليم، فقد حلت تلك التقنية محل بعض المعلمين في العديد من الدول، وحققت نتائج مبهرة على الطلاب، فهل تكون مصر الوجهة المقبلة؟
المعلمون الروبوت في اليابان
أوضح خبير التكنولوجيا، محمد مغربي في حديثه لـ «الوطن» أن استبدال المعلمين بالروبوتات أمر ممكن، بل أنها مُستخدمة بالفعل منذ عدة سنوات في عدد كبير من المدارس باليابان: «الكلام مش المستقبل، هو متطبق حاليًا بالفعل في دول زي اليابان من سنة 2019»، فقد تم استخدام روبوت يدعى «بيبر» في الفصول الدراسية اليابانية، وقد تم تصميمه لمساعدة الطلاب على تعلم مواد مثل اللغة الإنجليزية، وتحفيزهم على المشاركة: «التجربة أثبتت إن الطلاب كانوا أكثر تفاعلًا مع الروبوت وبيحسوا إنه غير تقليدي في طريقة الشرح، وده شجعهم على الاستيعاب بشكل أفضل».
المعلمين الروبوت في الصين وكوريا الجنوبية
أضاف «مغربي» أن هناك دولة أخرى تقوم باستخدام الذكاء الاصطناعي محل المعلمين في بعض المهام، ككوريا الجنوبية: «2021، تم استخدام روبوتات زي (Engkey) علشان تدّرس اللغة الإنجليزية للأطفال في مراحل مبكرة، والروبوتات دي مصممة علشان تحاكي المعلمين من البشر وتقدر تدير محادثات مع الطلاب وتقدّم دروس بشكل مريح وسلس»، وقد شهدت التجربة نجاحا كبيرا على الطلاب، وظهر ذلك من خلال نسب التفاعل العالية التي حققتها بحسب ما ذكره الخبير التكنولوجي.
واستكمل خبير التكنولوجيا، أن دولة مثل الصين، قررت تجربة هذا الأمر على أراضيها: «في 2020 الصين حبت هي كمان تجرب نفس الموضوع، واستعانت بروبوت Xiao Yi، اللي بتقدر تشرح مواد علمية معقدة زي الرياضيات والعلوم، وده باستخدام الذكاء الاصطناعي علشان تفهم مستوى كل طالب وتقدمله الشرح بطريقة مناسبة ليه».
ماذا تقول الأرقام؟
أجاب مغربي على تساؤل قد يراود البعض الآن، وهو إمكانية استبدال المعلم بالروبوت: «الفكرة دي ممكن تكون واردة، لكن الروبوتات مش هتقدر تستبدل تمامًا المعلم البشري اللي ليه دور في التوجيه والإرشاد وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب، لكن أكيد الروبوتات هتكون جزء كبير من مستقبل العملية التعليمية».
وأشار الخبير إلى بعض النتائج والإحصائيات الخاصة بهذه التجربة عالميًا: «حققت نتائج مبهرة، في اليابان 70% من الطلاب اللي استخدموا روبوت بيبر قالوا إنهم حسوا بتحسن كبير في اللغة الإنجليزية، وده بعد أول 6 شهور من التجربة، وفي كوريا، الروبوت Engkey قدر يرفع مستوى التفاعل داخل الفصل بنسبة 50% في أول 3 شهور».
هل تستبدل مصر معلميها بالروبوتات؟
على المستوى المصري، فقد تعيق بعض الحواجز إمكانية استخدام هذه التجربة في المدراس، فبحسب مغربي: «هو فعلًا ممكن التجربة دي تطبق في مصر، ولكن في بعض المدارس اللي ممكن تتوفر فيها الإمكانيات دي، ولكن على مستوى الدولة المصرية كلها فالموضوع صعب»، ولعل أبرز هذه الحواجز هي أن هذه الدول تستخدم بنية تحتية قوية وأساليب تقنية ضخمة تتيح لها ذلك، وقد يحدث هذا مستقبلًا في مصر، ولكن في الوقت الحالي فالأمر شديد الصعوبة كما ذكر الخبير التكنولوجي.