تسبب تسرب الغاز «القاتل الصامت» في حصد مئات الأرواح، كان آخرهم 6 شباب في عمر الزهور، راحوا ضحيته بعد أن سافروا بحثا عن لقمة العيش، كان من بينهم، طارق مصطفى أنور أو الشهير بـ« طارق الشيخ» من محافظة البحيرة، مركز أبوحمص، الذي تغرب عن أهله بحثا عن فرصة عمل في القاهرة ورغم صغر سنه وتحمله المسؤولية على عاتقه، ألا أن حياته انتهت إثر تسرب غاز ليعود في «نعش» لذويه.
اللحظات الأخيرة في وفاة «طارق»
يقضي الشاب الصغير أيامه في عمله بأحد مكاتب المقاولات ثم يعود 4 أيام لأهله بمحافظة البحيرة، وفقا حديث «أحمد حسين»، مديره في العمل، لـ«الوطن»، حيث روى تفاصيل اللحظات الأخيرة التي جمعته بـ«طارق» الذي راح ضحية تسرب الغاز، قدم للعمل في مجال الأمن منذ 4 أعوام: «لم نر منه سوى كل خير، أعتاد المكوث شهر كامل للعمل، ثم يذهب إلى قريته بالبحيرة لقضاء مدة الإجازة التي لا تتجاوز الـ٤ أيام، لم نشهد منه طوال فترة عمله سوى طيب الخلق وبشاشة الوجه.
«بوست» على فيسبوك
علاقة طيبة جمعت بين «طارق» وبين مديره الذي انفطر قلبه على وفاته، ليعبر عن حزنه بـ«بوست» على صفحته الشخصية بـ«فيسبوك»: «لا اله لا الله محمد رسول الله بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره نستقبل خبر وفاة صاحب الوجه البشوش وصاحب السيرة العطرة واشهد الله اني لا رأيت منك غير الحب والتقدير والاحترام ولا نزكيك على الله ولا نقول إلا ما يرضي الله وإنا لله وإنا اليه راجعون في زميلي بالشغل طارق مصطفى أنور».
عيد ميلاد طارق قبل وفاته
احتفل الشاب طارق بيوم ميلاده منذ أقل من شهرين، ليرحل بعد أن جمعته علاقة طيبة بمدير عمله أحمد حسن، الذي شهد بأخلاقه الحسنة وطيبة أصله وتعامله، ليذكر اللحظات الأخيرة التي جمعت بينه وبين الراحل برسالة مصحوبة بتعليق: «آخر كلام معاك يا طارق، أول مرة تعمل غياب كنت نازل لقدرك لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم يا رب صبرني على فراقك يا طارق».
آخر كلمات «طارق» قبل وفاته
لم ير أحمد من «طارق» سوى طيبة الخلق، و بشاشة الوجه، وأنه كان صاحب مسيرة عطرة، يعمل بكل إخلاص وتفاني في عمله، يحرص عليه منذ أول يوم عمل له معنا، فلم يشتكٍ منه أحد أو يكره، لذا كان فراقه صعبا على الجميع، وكانت آخر كلماته رسالة أرسلها لمديره وفقا له قائلا: «أستاذ أحمد جاتلك المكتب مالقتكش، أنا عارف أنك هتسألني أنك لسة جاي، بس أنا المدة دي كلها أول مرة أعمل غياب، بس والله عندي ظروف بجد واللي إنت شايفه يا مدير».