زلازل متفاوتة الشدة تشهدها أماكن متفرقة حول العالم، بدأت منذ السادس من فبراير الحالي، بالزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وسوريا، وبلغت قوته 7.9 درجة على مقياس ريختر، وأعقبه العديد من الهزات الأرضية، وهو الأمر الذي علّق عليه الدكتور فاروق الباز مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن الأمريكية.
فاروق الباز يعلق على الزلازل حول العالم
الدكتور فاروق الباز، مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن الأمريكية قال في تصريحات تليفزيونية، إنّ زلزال تركيا وسوريا يخبرنا بأنّ شبه الجزيرة العربية بأكملها شهدت تحركًا بعض الشيء إلى ناحية الشمال الشرقي.
وأضاف فاروق الباز خلال مداخلة على شاشة OnTv، أنّ شبه الجزيرة العربية عبارة عن جزء من القشرة الأرضية، إذا تحركت تتسبب في اتساع البحر الأحمر بمقدار سم لكل عام، وعندما تتحرك شبة الجزيرة شرقًا لا تؤثر على مصر.
الهزات الارتدادية مستمرة لمدة شهر
وأشار الباز إلى أنّ شبه الجزيرة العربية تتحرك بمقدار 2 سم في العام، وهذه الحركات عند زيادتها تتسبب في ضغط على شبه الجزيرة العربية المتصلة بأوروبا، لافتًا إلى أنّ هذا الفالق في البحر الأحمر ليس سببًا لزلزال قادم، «الفالق ده ميعملش زلزال لأنه يباعد بين الكتلتين شبه الجزيرة وإفريقيا مقارنة بزلزال تركيا حيث تحركت كتلتين على بعضهم».
ويمكن أن تستمر الهزات الارتدادية لمدة شهر بحسب فاروق الباز، ولكن تكون بسيطة للغاية ولا يمكن أن يشعر بها الحيوان أو الإنسان، مؤكدًا أن مصر بعيدة تمامًا عن حزام الزلازل.
البحر الأحمر يتحول إلى محيط في المستقبل
وفي هذا السياق، يقول الدكتور إبراهيم عبدالمجيد، عميد كلية علوم الأرض بجامعة بني سويف، إنّ شبه الجزيرة العربية من بداية حقبة الحياة الحديثة في العصور الجيولوجية في حركة دائمة، باعتبارها لوحا قاريا صغيرا في نظرية الألواح القارية، وتتسبب هذه الحركة في اصطدام شبه الجزيرة العربية بتركيا وإيران، وترتبط هذه الظاهرة علميًا بتكوين جبال الهيمالايا وجبال الألب.
وأضاف عميد كلية علوم الأرض في تصريحات لـ«الوطن»، أنّ البحر الأحمر يتسع كل عام، إذ تتحرك الحدود الشرقية للبحر الأحمر في اتجاه شبه الجزيرة العربية، فيما تتحرك الحود الغربية في اتجاه أفريقيا، الأمر الذي يتسبب في اتساع البحر لدرجة أنّه سيصبح محيطًا خلال الـ50 مليون عامًا المقبلة، نظرًا لأنّ الألواح القارية التي تُمثل القارات تتباعد عن بعضها البعض، ما يجعل قارة أفريقيا تبدأ في التباعد عن آسيا.
وتابع أنّ حركة شبه الجزيرة العربية هو نوع من أنواع الحركات التكتونية تعرف بأنّها حركة تصادمية هدّامة، لافتًا إلى أنّ هذه الحركة لا تؤثر على مصر بأي شكل: «شبه الجزيرة بحركتها دي ناحية الشمال الشرقي بتصطدم بتركيا وإيران، لكن لو شبه الجزيرة العربية بتتحرك في اتجاه الغرب كانت اصطدمت بشرق أفريقيا ومنها مصر».