«الطفل يوسف شعره كيرلي وأبيضاني وحلو.. وينه حبيبي؟»، كلمات ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي، لطبيب فلسطيني، فقد طفله الصغير ذو الـ7 سنوات، ضمن غارات الاحتلال الإسرائيلي على مستشفى المعمداني في قطاع غزة، إذ ظل الأب المكلوم يبحث عن ابنه وقلبه بعتصر ألمًا وحزنًا على المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، وراح ضحيتها مئات الأطفال وخلفت ورائها دمارًا شاملًا.
العبارة الصادمة التي حملت في طياتها حزنًا كبيرًا وخوفًا من المصير المظلم، لم يجد الطبيب الفلسطيني محمد حميد أبو موسى، أفضل منها للبحث عن ابنه الصغير، إذ ظل يردد في أروقة المستشفى الذي يعمل به كطبيب أشعة: «الطفل يوسف شعره كيرلي، وينه؟»، قبل أن تتحقق مخاوفه ويعثر عليه جثة هامدة وملابسه ملطخة بالدماء، بعد تعرضه للعدوان الغاشم من قوات الاحتلال.
جنسية الطفل يوسف صاحب «الشعر الكيرلي»
«ظليت أردد الطفل يوسف شعره كيرلي وينه وسألت عليه الكل، وما صدقت أنه مات»، بهذه الكلمات وصف الطبيب الفلسطيني محمد حميد أبو موسى، اللحظات الصعبة والقاسية التي عاشها في يوم قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى المعمداني، وفقدانه صغيره ذو الـ7 سنوات، مؤكدًا في حديثه لـ«الوطن» أن «يوسف» يحمل الجنسية المصرية لوالدته، لكنه ولد في غزة.
اقرأ أيضًا: «أبيض وشعره كيرلي».. أول تعليق لطبيب فقد طفله في غزة: « قلبي مات»
والد الطفل يوسف: ابني ضحية الغدر
«رحمه الله، راح غدر الاحتلال، حسبنا الله ونعم الوكيل»، الطبيب الفلسطيني ظل يردد هذه الكلمات، كاشفًا: «مراتي مصرية من الأم، لأن والدتها تزوجت فلسطيني من غزة في مدينة دير البلح، وحماتي في مصر حاليًا، والخبر كان كالصاعقة عليها، مش مصدقين أن الطفل الجميل يوسف مات، حبيبي كان طيب رقيق القلب، بقى طيب وشهيد».
حضن عائلي قبل الاستشهاد
حضن عائلي أخير، ضم به الطبيب الملكوم فلذة كبده، قبل أن يستشهد غدرا، موضحا أنّ زوجته هي من أخبرته باستشهاد ابنه، ولم ترض أنّ يوارى الثرى قبل أن تودعه: «كان حنون بيحب نحس أننا جمبه، يوم القصف اللي صار على البيت قبل ما أطلع على المستشفى، عمل لنا حضن عائلي، ارتبكت وصرت مش عارف أعمل حاجة لما عرفت أنه مات».
وداع الطفل يوسف شعره كيرلي وأبيضاني وحلو
طلبت والدته أن تراه، بعد ما تعرف عليه زوجها في المشرحة: «طلبت أمه أنها تشوفه قبل الدفن، حاولت أقنعها بلاش عشان متشوفش المنظر اللي هو فيه، لأن كان ملابسه كلها دم، وإصابته كانت في وجهه، وأكيد هتتأثر كثير لو شافته، لكن مقدرتش أقنعها، وطلبت منهم في المشرحة يغطوا نص وشه عشان متشوفش، وكانت لحظة من أصعب لحظات حياتي لما مسكتها، وهي بتشوفه ولما باسته على جبينه البوسة الأخيرة وودعته»، لينتشر الفيديو بشدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفوه بالفيلم الذي لم يحصل على الأوسكار، بسبب الأحداث المؤلمة التي أصابت العائلة
الأب الذي فقد ابنه غدرًا، لم يعد في وسعه سوى البكاء حزنًا على رحيل «يوسف»: ««ما عندي تعليق، قلبي محطم، عائلتي أفراد منها ماتوا كتير، وبيتي محطم، معنديش تعليق حسبي الله ونعم الوكيل، بعدها عرفنا أنه ولاد عمه ومرات أخويا توفوا، لأن القصف كان على بيتي وبيت أخويا، أخويا فقد زوجته وابنه الكبير والصغير وابن عمتي، وبنته وابنه الأوسطين مصابين بشظايا وكسور، الطابق الثالث والرابع هما اللي انضربوا، وبيتي اتهشمت أجزائه».
تأثر العائلة المصرية الفلسطينية
تأثر شديد وروح ثائرة تشعر بها عائلة الطفل الراحل، إذ قالت الجدة خلال حديثها لـ«الوطن»: «ما صدقتش أن يوسف حفيدي قلبي حبيبي مات، كان نسمة البيت، كان بيكلمني بس عشان يقولي نعمل حضن، كان أهم حاجة عنده أننا كلنا بخير، كان بيتألم يا قلبي، مش مصدقة الفكرة دي مستحيل، لا حول ولا قوة إلا بالله، نحتسبه من الشهداء».