وصل الذكاء الاصطناعي إلى كل المجالات تقريبًا، ليساخم بقوة فيها، سواء بطريقة مباشرة أو من خلال تفاصيل محددة، وقد لا يعلم البعض أن للذكاء الاصطناعي، بات يلعب دورا قويا في الاكتشافات الأثرية، بحسب موقعي «historica» و«captechu».
الذكاء الاصطناعي وعلم الآثار
قد يتفاجأ البعض بدور الذكاء الاصطناعي في الاكتشافات الأثرية، لأن هذا العلم يدوي في الأساس، لكنه يقدم أدوات وتقنيات جديدة تعمل على تسريع الاكتشافات وتعزيز البحث عن الآثار، إذ يمكنه أن يساعد العلماء على اكتشاف بقايا ما يصعب تحديده يدويًا، لأن بعضها قد يكون على مساحات شاسعة، أو لأنها مخفية عن الملاحظة المباشرة بالعين المجردة.
اكتشاف الأماكن الأثرية
من أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في علم الآثار، هي اكتشاف المواقع الأثرية، عن طريق استخدام الأقمار الصناعية، إذ يعكف العلماء على تحليل الصور والبيانات لمعرفة أبرز الأماكن الجديدة والمثيرة التي لم تكتشف بعد، إذ توفر صور الأقمار الصناعية رؤية شاملة لمناطق واسعة، وتكشف بعض الأماكن التي قد يصعب على البشر ملاحظتها، ويمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي أيضًا تحليل هذه الصور للكشف عن المناطق الغريبة، الذي قد تشير إلى مواقع أثرية.
ووصلت دقة تقنيات الذكاء الاصطناعي في البحث عن الأماكن المفقودة والمثيرة للاهتمام إلى 80%، وفقًا لما أظهرته نتائج دراسة حديثة شملت مواقع الحفر في بلاد ما بين النهرين.
دور الذكاء الاصطناعي في فك الرموز الأثرية
يلعب الذكاء الاصطناعي دورا بارزا في فك الشفرات المستعصية أيضًا، فقد تم استخدام خورزميات هذه التقنية في فك أحدى الشفرات، بواسطة باحث يبلغ من العمر 21 عامًا، استطاع أن يحل لغز جزء من نص مخطوطة ظلت غير مقروءة لأكثر من 2000 عام، ويُعتقد أنها مرتبطة بيوليوس قيصر.
دور الذكاء الاصطناعي في الترميم والصيانة التنبؤية
تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في حفظ وترميم القطع الأثرية، إذ تعمل بعض الروبوتات الإيطالية على إصلاح بعض الأعمال الفنية المستخرجة من موقع في مدينة بومبي، من خلال تعاون تم إطلاقه في عام 2021 يُدعى «RePAIR».
ويمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات من أجهزة الاستشعار عن بعد، التي تراقب الظروف البيئية، مثل درجة الحرارة والرطوبة وجودة الهواء، للتنبؤ بكيفية تأثير هذه العوامل على مواقع التراث الثقافي بمرور الوقت، والذي يمكننا من حل المشكلة قبل حدوث أزمة، فيما يعرف بـ«الصيانة التنبؤية».