تلتفت إليه الأنظار، وهو يتجول في شوارع مدينة دكرنس التابعة لمحافظة الدقهلية في الساعات الأولى من صباح كل يوم، مرتديا ملابس غريبة، ويلف حول جسده فروع من الإضاءة تشبه الزينة الرمضانية، ليمارس عمله المعتاد خلال شهر رمضان وهو إيقاظ المسلمين لتناول وجبة السحور.
أول مسحراتي «بينوّر»
الهيئة المختلفة لـ محمد أحمد، الشهير بـ«الدهشان»، صاحب الـ41 عامًا، جعلته مميزًا بين أقرانه العاملين في مهنة المسحراتي، فمنذ عرض مشاهد شخصية «مربوحة» في مسلسل «الكبير أوي» العام الماضي، قرر تقليدها ولفت أنظار الناس بالأنوار ليكون أول مسحراتي «بينوّر».
لم يكتف «الدهشان» بذلك، بل وضع عدة أفرع من الإضاءة على جسد الحمار، لينير هو الآخر ويرسم مشهدًا كوميديًا، يسعد به الناس الذين يردد أسماءهم كل يوم، ويحكي «الدهشان» لـ«الوطن»، «بحب ألف نفسي بأنوار كتير عشان أفرح الأطفال والسنة دي لفيت الحمار بتاعي بفروع النور عشان يبقى منظرنا مميز».
«الدهشان» يرفض الالتزام بالموروثات الشعبية
يسعى «الدهشان» باستمرار إلى تطوير نفسه، وتقديم أفكار جديدة كل عام، «ورثت المهنة عن أبويا وجدي، كل عيلتنا اشتغلت في مهنة المسحراتي، كل هدفنا نفرح الناس وبنعمل حالة من البهجة خلال شهر رمضان»، مؤكدًا أنّه يحاول دائما الخروج عن النص والتفكير «بره الصندوق»، ليترك بصمته الخاصة في المهنة، رافضًا الآراء التي تطالب بالالتزام بالموروث الشعبي دون محاولة تطويره: «حب الناس للمهنة شجّعني أطوّر فيها، واقتنعت بوجهة نظري أكثر بعد تطبيقها، فأصبح الأطفال ينتظرونني كل ليلة، وأنا أردد أسمائهم التي تتسبّب في فرحة كبيرة لديهم، ويلتقطون الصور التذكارية معي كل ليلة».