ظواهر جوية عنيفة، وشتاء يُتوقع أنّه الأقسى والأعنف منذ 10 سنوات، تنذر به ظاهرة النينيو التي جرى تصنيفها هذا العام أنّها «سوبر نينيو»، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم وظاهرة الاحتباس الحراري التي يُسببها الإنسان، وما يزيد الأمر سوءًا هو الظواهر المتطرفة المتمثلة في موجات الجفاف والبرد والحر، والفيضانات، والشعور بالحرارة في ليالي ديسمبر الباردة.
ظاهرة النينيو يتوقع أن يستمر تأثيرها حتى ربيع عام 2024 بحسب الاحتمالات التي بلغت 62%، والتي أعطاها المتنبئون في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وقد تسببت في حدوث فيضانات كارثية أودت بحياة المئات في كينيا، في حين اقتصر تأثيرها في مصر على ظاهرة جوية شديدة الخطورة في الصباح الباكر.
علاقة النينيو بتكون الشبورة المائية
خبراء الأرصاد على مدار الأيام الماضية، أصدروا العديد من التحذيرات والتنبيهات بشأن تكوّن الشبورة المائية الكثيفة والتي قد تصل إلى حد الضباب، وتسبب انخفاضًا شديدًا في الرؤية الأفقية يصل إلى نحو 800 متر وأحيانًا إلى 1000 متر، ما يجعلها تنعدم تمامًا، وذلك نتيجة تأثر البلاد بامتداد مرتفع جوي في طبقات الجو العليا، تتزامن معها كتل صحراوية تكون مرتفعة في درجات حرارتها بشكل كبير خلال ساعات النهار، وهو ما يشعرنا بحالة الدفء خلال النهار.
وبحسب الدكتورة منار غانم عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، فإنّ الشبورة المائية التي تغطي سماء مصر على مدار عدة أيام، هي أخطر سمات الظواهر الجوية التي تظهر في حالات الاستقرار في الأحوال الجوية، ويزيد تكوّنها في شهور ديسمبر ويناير وفبراير نتيجة الفروقات في درجات الحرارة بين النهار والليل، وانحباس الرطوبة في طبقة قريبة من سطح الأرض بسبب المرتفع الموجود في طبقات الجو العليا، بالإضافة إلى تأثرنا بكتل هوائية قادمة من البحر الأحمر.
ما هو الضباب؟
وبحسب خبراء الأرصاد، فإنّ الضباب «fog» عبارة عن سحاب منخفض، تكون قاعدته عند سطح الأرض، ويتكون نتيجة تكثّف بخار الماء عند سطح الأرض ويختلف عن الشبورة المائية في مدى الرؤية، حيث تقل الرؤية في الضباب عن 1 كم، ويتسبب في كثير من الأحيان في حدوث شلل تام على الطرق ووقوع حوادث مروعة، إذ يعتبر واحدا من أخطر الظواهر الجوية رغم حدوثه في حالات الاستقرار الجوي.
وهناك بعض العوامل المؤثرة التي ساعدت في تكوّن الضباب الذي نشهده خلال الفترة الحالية، تمثلت في زيادة الرطوبة بنسبة وصلت إلى 100%، بالإضافة إلى وجود مرتفع جوي في طبقات الجو العليا، وهدوء في سرعة الرياح حيث تكون بين 1 إلى 5 عقدة أو 8 كم/ساعة تقريبا، فضلًا عن وجود مسطحات مائية؛ حيث يتركز الضباب في المناطق القريبة منها بسبب زيادة نسب الرطوبة هناك.