الخطايا والذنوب أكثر الأمور التي تؤرق المسلم، ويسعى دائما لأن يمحوها من حياته، خوفا من الحساب يوم القيامة أمام الله، ولعل هناك ذكر إذا واظب عليه البعض تُغفر ذنوبه، أشار إليه الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، من خلال مقطع فيديو نشره عبر صفحته الرسمية، وأخبرنا خلاله باستغفار إذا ردده العبد، يغفر الله له ذنوب الغيبة والنميمة جميعها.
ضرورة التوبة من الغيبة
يقول الشيخ رمضان عبد المعز، إن من بين أكبر المصائب التي ندعو الله أن يبعدنا عنها الغيبة، فهي تعد من الكبائر وقد نهى الله ورسوله عنها في الكتاب والسنة، يقول عز وجل: «وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا»، وحذر منها النبي صلَّ الله عليه وسلم أصحابه عندما سألهم: «أتدرونَ ما الغِيبةُ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ. قيلَ: أفَرَأَيْتَ إنْ كانَ في أخِي ما أقُولُ؟ قالَ: إنْ كانَ فيه ما تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإنْ لَمْ يَكُنْ فيه فقَدْ بَهَتَّهُ».
ويوضح «عبد المعز» أنّ كفارة الغيبة والنميمة لمن ذلت قدمه ووقع في ذنبها تكون سهلة بشرط أن تعاهد الله ألا تعود إليها مرة أخرى، وأن يحقق المسلم شروط التوبة وهي الإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على ألا تعود، وأن تتحلل من مظالم العباد.
ما هي كفارة الغيبة؟
ويقول الداعية الإسلامي أنه في حال الغيبة يستحب للمسلم ألا يصارح أخيه بأنّه قد ذكره بما يكره لما يترتب على ذلك مفسدة أعلى وخطر عظيم، لأن إعلامه مما يُدخل الكدر والغم على قلبه، وربما أدى إلى ضرر وعداوة بينهما يترتب عليها شرٌّ أكبر من الغيبة، وهذا مما يناقض مقصود الشارع في تحقق التعاطف والتراحم والمحبة بين الناس؛ إذ اعتناء الشارع بالمنهيات أشد من اعتنائه بالمأمورات، فكانت المفسدة في إعلام من اغتيب بالغيبة أعظم من التحلل منها.
ولكن يستحب أن يستغفر العبد أن يقول: «اللهم أغفر لي ولمن اغتبته، وسامحني وسامح من اغتبته، واعفو عنه وعمّن اغتبته».
واستدل على ذلك بما ورد عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ من كَفَّارَةِ الْغِيبَةِ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِمَنِ اغْتَبْتَهُ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلَه».