مواجهة عسكرية شرسة يخوضها أهالي قطاع غزة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، إثر العملية النوعية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية تحت اسم «طوفان الأقصى»، وقصفت طائرات حربية إسرائيلية، أمس الأربعاء، منطقة ميناء الصيادين والطريق الساحلي غرب مدينة غزة بعشرات الصواريخ والقذائف الفسفورية، التي تعتمد على مادة الفسفور الأبيض، وهي مادة شديدة الاشتعال؛ ما سَبَّب حالة من الغضب العالمي، وتحدث كثيرون عن تحريم استخدام هذه المادة؛ ونستعرض فيما يلي ما إذا كان الفسفور الأبيض ضمن الأسلحة المحرمة دوليًا أم لا.
ما هي مادة الفسفور الأبيض؟
أوضح الدكتور عادل عازر، طبيب كيميائي، خلال حديثه لـ«الوطن»، أن الفسفور الأبيض هو مادة شديدة الاشتعال، تحتوي على غازات سامة، تؤثر على الجهازين العصبي والهضمي، فضلًا عن تأثيرها على أجهزة الجسم بالكامل بمجرد استنشاقها ودخولها ضمن الدورة الدموية.
وبحسب ما ور في تقارير من وسائل إعلام دولية مختلفة مثل «سي إن إن» و«بي بي سي»، فإن الفسفور الأبيض شكل نشيط كيميائيًا من أشكال عنصر الفوسفور، يُرمز له بالرمز «WP»، له رائحة تشبه رائحة الثوم ويصنع من الفوسفات، وتتمثل خطورته في كونه يشتعل تلقائيًا عند التماس مع الهواء، كما أنه يحترق بشدة ومن الصعب إطفائه، وشهدت أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين الاستخدامات الأولى للذخيرة الفوسفورية، كما اُستخدمت القنابل الفوسفورية بكثرة تحديدًا في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
خطورة مادة الفسفور الأبيض
وفي أسلحة الفسفور الأبيض يتم مزج الفسفور الأبيض مع الأوكسجين، ما يسبب حروق للجسم قد تصل للعظام، كما أن تلك القنابل الفسفورية تتسبب في ترسب الفسفور في التربة أو الأنهار أو البحار ما يؤدى إلى تلوثها، وتقتل كل كائن حي في دائرة قطرها 150 مترًا، كما أن استنشاق الغاز الناتج عن القنبلة يؤدي لذوبان القصبة الهوائية والرئتين، والحل الوحيد للوقاية من تلك القنابل هي الابتعاد قدر الإمكان عن مكان إلقائها، بالإضافة إلى وضع قطعة قماش مبللة بالماء على الفم والأنف.
هل الفسفور الأبيض ضمن الأسلحة المحرمة دوليًا؟
نتيجة لخطورة هذه المادة، جرى سن قوانين دولية بمنع استخدامها وتحريمها دوليًا وفق القوانين الدولية المتعلقة بأسلحة الحرب، بحسب تقارير وردت في الوسائل الإعلامية المشار إليها بالأعلى.
قوات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم الفسفور المحرم في قصف المدنيين بغزة
وكانت وسائل إعلامية فلسطينية أفادت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي التي لا تزال تواصل قصف قطاع غزة تستخدم الفسفور المحرم دوليًا خلال غاراتها.
واستهدف سلاح الجو التابع لقوات الاحتلال منازل الفلسطينيين ونقاط لحركة حماس في قطاع غزة، فيما ردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق عشرات الصواريخ نحو تل أبيب والمستوطنات الإسرائيلية، وفقًا لِما أفادت به شبكة قدس الإخبارية.