الكتابة من أشكال التواصل الأولية التي استخدمها الإنسان لتسجيل حضارته ونقل تراثه عبر الأجيال، وقد تطورت بداية من الكتابة المسمارية فوق الألواح الطينية، التي استخدمها السومريون في جنوب بلاد الرافدين، مروراً بالنقوش على الحجارة الصماء في الحضارة المصرية القديمة، حتى اكتشاف الأصباغ في بلاد فينيقيا «لبنان حالياً»، ومن هنا ظهرت الفكرة لأول مرة باستخدام المواد السائلة ذات الألوان المختلفة في الكتابة على الأسطح بدلاً من النقش على الحجارة، وفق موقع «العربية».
استخدام الريشة في الكتابة
استخدام الريشة في الكتابة يمثل أول طفرة في تاريخ الكتابة، والتي امتد استخدامها لأطول فترة من القرن السابع إلى القرن التاسع عشر، حيث استخدم الأوروبيون ريش الطيور للكتابة، وكان أفضل أنواع الريش هي المأخوذة من البجع الحي والديك الرومي والأوز، وتجفف هذه الريشة بالحرارة لإزالة أي زيوت منها، ثم يتم تشكيل نهاية الريشة بسكين، ومن ثم غمسها في الأحبار المستخرجة من بعض الكائنات البحرية مثل الأخطبوط والمحار، ونظراً للتكلفة المرتفعة لهذه العملية، كان يتم استبدال الأحبار بدماء الحيوانات والطيور مضاف إليها بعض الزيوت.
ميلاد قلم الرصاص
وبجانب قلم الريشة استخدم قلم الرصاص، عندما تمكن الإيطاليون من صنع أقلام الرصاص ذات الغلاف الخشبي باستخدام أعواد من حجر الجرافيت، وشاعت تسميته بالرصاص، وفي عام 1795 تم التوصل لطريقة جديدة لصناعة أقلام الرصاص على يد «الكونت نيكولاس جاك»، واقتضت هذه الطريقة على خلط مسحوق الجرافيت بالطمي، وظهر قلم الحبر بعد ذلك على يد الروماني بتراش بونارو، الذي حصل على براءة اختراعه مع برميل حبر في عام 1827.
عام 1884 كان شاهدا على اختراع قلم الحبر السائل لأول مرة، إذ تمكن بائع التأمينات «لويس أديسون واترمان» من اختراعه، حينما أراد توقيع أحد العقود لمنافسة البعض، وحينما ذهب لجلب «ريشة» للتوقيع بها انتزع أحد المنافسين العقد منه ما أثار غضبه ودفعه لاختراع قلم مزود بخرطوشة او أنبوبة حبر داخلية.
قلم الحبر السائل يحتوي على خزان للحبر مصنوع من المطاط ليتمكن من مواصلة الكتابة، بعد انتشار الأقلام في دول العالم بمختلف أشكالها وألوانها، لتتطور صناعة الأقلام بعدما أحدثت ثورة في الكتابة، بينها الأقلام الذهبية والألماسية التي يقتنيها أثرياء العالم.