السكريات المضافة
أمراض خطيرة يسببها الإفراط في تناول السكريات المضافة تعلن عنها نتائج الدراسات الحديثة بصورة مستمرة، وهو ما يستوجب التعرف على طبيعة هذه المخاطر والأمراض لتجنبها والوقاية منها.
«غياب السكر المضاف أي السكر الموجود بالمواد الغذائية يعني غياب الكثير من الأمراض»، بحسب الدكتور محمد الحوفي أستاذ علوم الأغذية بجامعة عين شمس، لافتًا إلى أن تناول السكريات المضافة الموجودة بالعديد من المنتجات الغذائية كالمياه الغازية والبسكويت والشوكولاته والحلوى، ينتج عنها ما يعرف باسم الجهد التأكسدي، ووجود أكسدة بجسم الإنسان تؤدي إلى حدوث ارتباك نتيجة تأكسد الخلايا وكرات الدم لتظهر علامات الشيخوخة المبكرة.
مخاطر تناول المياه الغازية
وأضاف «الحوفي» في حديثه لـ«الوطن»، أن تناول السكريات المضافة تخفض من مناعة الجسم بنسبة 50%، وأن تناول المياه الغازية تفقد الجسم مناعته من 6 إلى 8 ساعات، كما تؤثر على الذاكرة وينتج عنها الإصابة بألزهايمر، إضافة إلى أن السكر غذاء للخلايا السرطانية، مشيرًا إلى ضرورة أن ينتبه الآباء على صحة أبنائهم ويمنعوهم من التدخين وتناول الكحول إلى خطورة المواد الغذائية والحلوى التي تحتوي على السكر المضاف بالقدر ذاته.
فالإسراف في تناول السكريات يجعلها تخزن الزائد من حاجة الجسم في صورة دهون، فالفرد يمكنه الحصول على السكر اللازم للمخ لإفراز السيروتونين المهم لتهدئة الأعصاب والشعور بالسعادة، مشددًا على أهمية الا يزيد تناول الفرد للسكريات عن 100 سعر، أي ما يعادل 25 جرام الموجودة بـ5 معالق باليوم.
ومن مخاطر الإسراف في تناول السكريات الإصابة بالسمنة ومقاومة الأنسولين وخلل في نسبة السكر بالدم وترفع من ضغط الدم، كما أنه يدعم البيكتريا التعفنية ويؤثر بالسلب على البيكتريا النافعة بالأمعاء، بحسب ما أكد «الحوفي».
دراسة تثبت العلاقة بين الإسراف بتناول السكريات المضافة وأمراض الكلى
وكانت قد كشفت دراسة جديدة قام بها عدد من الباحثين أن تناول الاستهلاك المرتفع للسكريات المضافة تضاف إلى قائمة عوامل الخطر للإصابة بحصوات الكلى، مشيرة إلى إمكانية العثور على السكريات المضافة في العديد من الأطعمة المصنعة ويمكن العثور عليها في المشروبات الغازية المحلاة بالسكر ومشروبات الفاكهة والحلويات والآيس كريم والكعك والبسكويت، وفقًا لمجلة نيو فوود ماجزين البريطانية.
أول دراسة تتناول العلاقة بين تناول السكريات والإصابة بحصوات الكلى
الدكتور شان يين الباحث في المستشفى التابع لكلية شمال سيتشوان الطبية، نانتشونج الصين قال: إن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تربط بين تناول السكريات المضافة وحصوات الكلى، بعد أبرزت النتائج أن التقليل من تناول السكريات يحد بصورة كبيرة من تكوين الحصوات على الكلى.
أعراض الإصابة بحصوات الكلى لتناول كميات كبيرة من السكريات
وتشمل الأعراض الشائعة للإصابة بحصوات الكلى نتيجة تناول كميات كبيرة من السكريات: الألم الشديد والغثيان والقيء والحمى والقشعريرة والبول الدموي، ومع ذلك، يمكن أن يؤثر أيضًا على الأشخاص على المدى الطويل، حيث قد يؤدي إلى الإصابة بالعدوى وتورم الكلى والقصور الكلوي وصولًا إلى أمراض الكلى في نهاية المرحلة، وفقًا للمجلة البريطانية.
أكثر من 28 الف مشارك بالدراسة
ونُشرت الدراسة في «Frontiers in Nutrition» وحللت البيانات الوبائية لـ 28303 من الرجال والنساء البالغين، والتي تم جمعها بين عامي 2007 و2018 ضمن المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية بالولايات المتحدة (NHANES).
التاريخ المرضي للمشاركين بالدراسة
وأبلغ المشاركون بأنفسهم عما إذا كان لديهم تاريخ من حصوات الكلى، وتم تقدير المدخول اليومي من السكريات المضافة لكل مشارك من خلال تذكره لاستهلاكه الأخير من الأطعمة والمشروبات، حيث تم تقديمه مرتين: مرة في مقابلة وجهاً لوجه، ومرة في مقابلة عبر الهاتف بعد ثلاثة إلى 10 أيام، على سبيل المثال، سُئل المشاركون عما إذا كانوا قد تناولوا شرابًا، أو عسلًا، أو سكر الفاكهة، أو سكرًا نقيًا خلال الـ 24 ساعة الماضية، وفقًا لمجلة نيو فوود ماجزين البريطانية.
حساب نسبة الأطعمة الصحية ضمن النظام الغذائي
بالإضافة إلى ذلك، حصل كل مشارك على درجة مؤشر الأكل الصحي (HEI-2015)، أي مدى احتواء نظامهم الغذائي على كميات كافية من مكونات مفيدة بنظامهم الغذائي، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، والاعتدال في الأطعمة التي قد تكون ضارة، مثل الحبوب والصوديوم والدهون المشبعة.
العوامل الديموجرافية
وأشارت المجلة البريطانية إلى أنه قام الباحثون بتعديل احتمالات الإصابة بحصوات الكلى سنويًا خلال التجربة لمجموعة من العوامل التفسيرية، وشملت هذه العوامل الديموجرافية كالجنس والعمر والعرق والعرق والدخل النسبي ومؤشر كتلة الجسم، ودرجة HEI-2015، وحالة التدخين وما إذا كان المشاركون لديهم تاريخ من مرض السكري.
تناول السكريات يؤثر سلبًا على التحصيل الدراسي
في بداية الدراسة، كان المشاركون الذين تناولوا كميات أكبر من السكر المضاف يميلون إلى انتشار حصوات الكلى بشكل أكبر، ودرجة أقل في مؤشر التعليم العالي ومستوى تعليمي أقل بصورة عامة،و كان المتوسط الإجمالي للسكريات المضافة 272.1 سعرة حرارية في اليوم، وهو ما يعادل 13.2 في المائة من إجمالي مدخول الطاقة اليومي، وفقًا للمجلة البريطانية.
ووجد فريق البحث وفقًا لمجلة نيو فوود ماجزين البريطانية أنه بعد تعديل هذه العوامل، كانت النسبة المئوية لاستهلاك الطاقة من السكريات المضافة مرتبطة بشكل إيجابي وثابت بالإصابة بحصوات الكلى، بعد أن كشفت الدراسة أن المشاركين الذين كان تناولهم للسكريات المضافة من بين أعلى نسبة 25% بين السكان احتمالات أكبر بنسبة 39% لظهور حصوات الكلى على مدار الدراسة.
الإصابة بحصوات الكلى بنسبة 88% للأفراد الذين يتناولون السكريات بكميات كبيرة
وبالمثل، فإن المشاركين الذين حصلوا على أكثر من 25% من إجمالي طاقتهم من السكريات المضافة لديهم احتمالات أكبر بنسبة 88% من أولئك الذين حصلوا على أقل من 5% من إجمالي طاقتهم من السكريات المضافة، وهو ما جعل الباحثون يتوصلون إلى وجود علاقة بين تناول السكريات والإصابة بحصوات الكلى لأسباب لم يتم الكشف عنها بعد.