بركان آيسلندا
ما إن مرّ يومان على ثوران بركان في جنوب غرب آيسلندا للمرة الثانية خلال أقل من شهر، حتى حذّر مكتب الأرصاد الجوية في آيسلندا من احتمال حدوث المزيد من الانفجارات البركانية في شبه جزيرة ريكيانيس في البلدة خلال الأيام والأسابيع المقبلة.
ظهور شقان جديدان للبركان
وبحسب مجلة «livescience» العلمية، فقد ظهر شقان جديدان في جنوب البلاد يوم الأحد الماضي، بالقرب من بلدة جريندافيك، حيث دمرت الحمم البركانية ثلاثة منازل، وقال ديفيد بايل عالم البراكين في جامعة أكسفورد في رسالة بالبريد الإلكتروني: «لم نشهد مثل هذه الأحداث في شبه جزيرة ريكيانيس منذ حوالي 800 عام، لكن لدينا الآن خمسة انفجارات صغيرة في غضون ثلاث سنوات فقط».
وجاء الثوران الأخير في أعقاب سلسلة مكثفة من الزلازل الصغيرة وتشوهات الأرض في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، قبل أن تنفجر الحمم البركانية من الأرض على طول شق يبلغ طوله 3000 قدم (900 متر) قبل الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، وجرى فتح شق آخر يبلغ طوله حوالي 330 قدمًا (100 مترًا) بجوار الأول، على مشارف جريندافيك مباشرةً.
وبحسب بيان مكتب الأرصاد الجوية في آيسلندا (IMO) صدر في الساعة 3 مساءً بالتوقيت المحلي يوم الاثنين، يبدو أنّ تدفق الحمم البركانية من الشق القريب من جريندافيك قد توقف، في حين تباطأ الشق الأكبر في الشمال بشكل ملحوظ، ومع ذلك، ما يزال يبدو أن هناك حركة للصهارة تحت جريندافيك.
I am devastated by todays event. I considered not posting images that show terrible tragedy to people’s homes. I want to make it clear that if there are any news outlets out there that need free content to raise awareness, let me know, nobody should make money on this! pic.twitter.com/CaNih72v6Z
— Bjorn Steinbekk (@BSteinbekk) January 14, 2024
وكتب ممثلو الأرصاد الجوية في البيان: «لا يمكن استبعاد ظهور شقوق جديدة دون سابق إنذار، كان هذا هو الحال عندما انفتح الصدع على حدود جريندافيك أمس، ولم تظهر أي إشارات على أدوات القياس فيما يتعلق بهذا الثوران على وجه الخصوص».
وقالت لوفيسا مجول جوموندسدوتير، المتخصصة في المخاطر الطبيعية في المنظمة البحرية الدولية، لصحيفة «آيسلندا مونيتور»، إنه لا توجد طريقة لاستبعاد أي احتمال حدوث مزيد من الانفجارات: «أظهرت لنا بيانات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أن هناك زيادة في تدفق الصهارة إلى الغرفة، وبالتالي هناك احتمال لحدوث المزيد من الشقوق».
وكانت قد بدأت علامات الانفجار البركاني الوشيك في آيسلندا في نوفمبر 2023، بعد أن تشكل سد الصهارة الذي يبلغ طوله 9.3 ميل (15 كم) -وهو نفق تحت الأرض شبه عمودي يمتد من غرفة الصهارة نحو سطح الأرض- من سوندهنوك في الشمال الشرقي من شبه جزيرة ريكيانيس إلى Grindavík وفي البحر، مما دفع سكان جريندافيك إلى الإخلاء، وفي 18 ديسمبر الماضي، ثار البركان وأرسل أعمدة من الصهارة يصل ارتفاعها إلى 100 قدم (30 مترًا) في الهواء، وتباطأ النشاط في البركان بسرعة وتوقف إلى حد كبير في غضون أيام قليلة.
ويبدو أيضًا أن الحمم البركانية الناتجة عن الشقين الجديدين، قد تباطأت بشكل ملحوظ، لكن على عكس ثوران ديسمبر، ما تزال الأرض ترتفع حول سفارتسينجي، على بعد حوالي 2.5 ميل (4 كم) إلى الشمال، حسبما قال جوموندسدوتير لإذاعة RUV الوطنية.
دورة البراكين مدتها 1000 عام
قال بايل: «إن ارتفاع المنطقة المحيطة بسفارتسينجي خلال نوفمبر وديسمبر ويناير يشير إلى أن هناك تدفقًا للصهارة إلى منطقة تخزين داخل القشرة، وهذا كان يدفع الأرض للأعلى نتيجة لذلك، وكانت الانفجارات البركانية في ديسمبر، وهذا الأسبوع، ناتجة عن شق يُعتقد أنه تم تزويده بالصهارة من منطقة التخزين هذه، ومن المحتمل أنّه طالما استمرت الصهارة الجديدة في الوصول إلى سفارتسينجي، فمن الممكن أن تستمر لتكون ثورانات من نظام الشق الحالي».
وتعتبر الانفجارات البركانية في شبه جزيرة ريكيانيس جزءًا من دورة بركانية مدتها 1000 عام يمكن أن تستمر لعدة قرون، وفي عام 2021 اندلع بركان فاجرادالسفيال، وهو بركان آخر في شبه الجزيرة، بعد حوالي 800 عام من عدم النشاط، وتشير السجلات الجيولوجية إلى أنّ المنطقة تشهد فترات من الهدوء، تستمر ما بين 600 و1000 عام، تليها نبضات من الانفجارات البركانية التي تستمر لمدة 200 إلى 500 عام.
وبحسب «بايل»، يبدو أن هذا وكأنه عودة إلى حلقة من الانفجارات والصدع، مثل الحرائق التي حدثت قبل 800 إلى 1000 عام، مع نمط من الانفجارات الصغيرة المتكررة التي قد تكون متباعدة بشكل متقارب في الوقت المناسب، وقد تستمر لفترة طويلة.