تراه جالسًا في بعض زوايا المسجد يعلم الأطفال القرآن الكريم، وأثناء جلوسه ذلك تأتيه قطة مريضة جائعة، فيمد يده إليها بالطعام والشراب، فتأخذ في الأكل شاعرة بالأمان لقربها منه ووجودها داخل بيت من بيوت الله.
حازم غريب يبلغ من العمر 40 سنة، يعمل إمامًا وخطيبًا لأحد المساجد بالقاهرة، تأتيه مخلوقات الله من الشارع وحيث لا يشعر، فيطعمها من رزق الله، بكثير من الشفقة والرحمة، وذلك بسبب موقف تعرض له ذات مرة.
دخل رجل الجنة في كلب
«في رمضان قبل اللي فات لما كنا بنعمل موائد إفطار في المسجد كان فيه قطط وكلاب بتيجي على الأكل، ففكرت إنها حيوانات وليها حق أنها تاكل، فبدأت أجبلهم وجبات من الناس المتخصصة في بيع الأكل للكلاب والقطط» حسب ما روى لـ«الوطن»، مضيفًا أنه بعد هذا الموقف قرر أن لا يرد حيوانًا لجأ إليه ليطعمه، «دخل رجل الجنة بسبب إنه أطعم كلبا، ودخلت امرأة النار بسبب إنها جوعت قطة».
القطة قصدت باب الكريم وحاشاه أن يرد قاصده
في مرة من المرات كان الرجل الأربعيني داخلًا المسجد، فوجد قطة أنهكها المرض والجوع والعطش، «جبتلها تونة وحطيت لها مياه»، وبعد أن أكلت بدأت تفيق وتستعيد نشاطها، ليأتي بعدها قطيع من القطط التي تطلب ما طلبت أختهم.
نبع هذا الموقف من شعور متعمق لدى ابن محافظة القاهرة بالرحمة والرفق تجاه الحيوانات كما أوصى بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتب بعد موقفه ذلك على فيسبوك بغرض الاقتداء به في مثل ذلك العمل الفضيل:
«هذه القطة الكبيرة السن الضعيفة البصر .. قصدت باب الكريم وحاشاه_سبحانه_ أن يردّ قصاده، أو يغلق الباب في وجوه طلابه .. فكانت سببا في رزق غيرها مع تمام ضعفها .._يا بختك لو كنت سبب في رزق حد .. ومفتاح من مفاتيح الخير .. فقد غفر الله لرجل سقى كلبا بلغ من العطش ما بلغه الرجل أو أشدّ ..ولا مانع من مدارسة كتاب الله مع هذا الخير فتجمع بين حسنيين .. وربنا يتقبل».