اجتاحت حمى الشراء أسواق العاصمة المصرية القاهرة، والمدن الكبرى، فلا تجد مكان لموطئ قدم، على الرغم من مرارة الأزمة الاقتصادية التي يتجرعها العالم منذ أشهر، إذ عادت مشاهد الزحام مجددًا في الصدارة بشكل يوازي ما كانت عليه في بداية الشهر الفضيل استعدادًا لشراء ملابس العيد، ورغم اختلاف أذواق مشتري الملابس، وتنوع طلباتهم، إلا أنّ إصرار الجميع على الحفاظ على بهجة العيد كان قاسمًا مشتركًا بينهم، في ظل الزحام وارتفاع درجات الحرارة التي نشهدها خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان.
فرحة الأطفال في العيد لا تُعوّض
كان أبرز الأسواق الشعبية التي شهدت إقبالًا ملحوظًا من المواطنين لـ شراء ملابس العيد شارع العريش الذي يقع بين منطقتي الهرم وفيصل، والعتبة والموسكي، وصولًا إلى أفخم المولات، التي تضم أشهر الماركات العالمية باهظة الثمن في محاولة من كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية للحاق ببهجة العيد.
محمد سيد صاحب أحد المحلات بـ شارع العريش، يرى أنّ الإقبال على شراء ملابس العيد من قِبل المواطنين في حالة تزايد كل يوم، وتستمر هذه الحالة من الزحام على المحلات حتى وقفة عيد الفطر المبارك، وهي عادة يحرص عليها المصريون كل عام، وأولوية للأسر المصرية، ففرحة الأطفال في العيد لا تعوّض.
لا يشعر «محمد» خلال حديثه لـ«الوطن» بوجود أي أزمات اقتصادية عند رؤية الشارع مزدحمًا بالمواطنين من كافة الأعمار، يقبلون على شراء كل مستلزمات العيد كعادتهم كل عام: «مفيش أزمة كبيرة زي الناس ما بتحاول تقول، والمحلات موجود فيها كل الأسعار الغالي والرخيص واللي في متناول الإيد، وأنا شخصيًا بحب أعمل عروض قبل العيد عشان الناس تشتري والعجلة تمشي».
عروض بأسعار مخفضة لتنشيط حركة البيع والشراء
إبراهيم جمال صاحب أحد المحلات في منطقة وسط البلد، يحرص أيضًا على طرح بعض قطع الملابس بأسعار مخفضة لتنشيط حركة البيع والشراء، وجذب المزيد من الزبائن التي تتردد على المحل يوميًا خاصة في الفترة من بعد الإفطار، وأحيانًا يمتد الإقبال حتى ساعة متأخرة من الليل: «إحنا عندنا أسعار مختلفة وبنعمل عروض للناس بسعر مميز وفيه حاجات أسعارها عالية شوية وحاجات تانية أقل والاتنين ليهم زبونهم».
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على مشهد الزحام الذي شهده شارع العريش قبل ساعات، وعلق أحدهم: «ده شارع العريش في حي الهرم ودي ناس نازلة تشتري هدوم العيد ومفيش مكان لموطئ قدم من كتر الناس، وبالمثل كل الشوارع التجارية في مصر نفس المشهد بالظبط، ولو نزلت النهاردة أي مول من اللي فيها براندات مش هتعرف تدخل ولا تخرج من الزحمة برضه، الغني بيشتري والمستور بيشتري والسوق شغال نار»، وتابع: «الناس نازلة تشتري هدوم في منتهى الأمن والأمان والحمد لله مستورة على المصريين كلهم مهما كانت الظروف العالمية صعبة لكن مصر ربنا حافظها وعاززها».
فيما علق أحدهم على مقطع الفيديو المتداول قائلًا: «ده شارع العريش بمنطقة فيصل بالجيزة.. شارع من ضمن باقي شوارع وأسواق مصر.. الناس نازلة تتفسح وتشتري هدوم العيد من غير أي مشاكل، الحمد لله على نعمة الأمن والأمان».