أطفال غابات الأمازون
40 يومًا كان مجموع الأيام التي ضاع فيها أربعة أطفال في غابات الأمازون نتيجة تحطم طائرة من طراز سيسنا 206، كانت تقل سبعة أشخاص، بين أراراكوارا في إقليم الأمازوناس، وسان خوسيه ديل جوافياري في إقليم جوافياري.
أول صور للأشقاء المفقودين في غابات الأمازون
ولأول مرة منذ إنقاذ أطفال الأمازون الأربعة، والبالغة أعمارهم 13 و9 و4 أعوام، بالإضافة إلى رضيع يبلغ من العمر 11 شهرا بواسطة مروحيات الجيش الكولومبي، كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية صور حصرية للأطفال الأربعة في المستشفى تؤكد أنّ حالتهم الصحية أفضل عقب تلقي العلاج اللازم.
الصور التي نشرتها الصحيفة البريطانية، أظهرت الأشقاء ليزلي وسوليني وتيان نورييل، إضافة لكريستين، وهم في مستشفى عسكري في بوجوتا، بكولومبيا، وقام الأطفال بعمل رسومات ملونة مؤثرة لكلب الإنقاذ البلجيكي ويلسون، الذي فُقد خلال مهمة إنقاذهم.
EXCLUSIVE: Four brave children found in the Amazon jungle are pictured recovering in their hospital beds https://t.co/IOwP8ceaD6 pic.twitter.com/uoB6RspWL1
— Daily Mail Online (@MailOnline) June 12, 2023
الأشقاء ابتكروا هذه الرسومات باستخدام الطباشير الملون كمساهمة منهم في البحث المستمر عن الكلاب الضائعة التي لعبت دورًا رئيسيًا في العثور عليهم بعد تحطم الطائرة في 1 مايو، وأسفرت عن مقتل والدتهم وبالغين اثنين آخرين، واعتقد الجميع أن من المستحيل العثور عليهم أحياء.
وفي رسم ليزلي، تم تصوير ويلسون البالغ من العمر ست سنوات بجوار نهر مليء بالأسماك، وشجرة، وبعض الزهور الصفراء، والشمس مشرقة على الطريق، فيما كانت صورة سوليني متشابهة، حيث كان ويلسون بالقرب من شجرة والزهرة والشمس تشرق على جانب واحد من الرسم العلم الكولومبي ورسالة «مبارك دومًا».
قال جد الناجين نارسيسو موكوتوي: «إنّ رسومات هذه الأطفال شيئًا يحتاجونه للتعبير عن أنفسهم»، ويُفترض أن كلب الإنقاذ ويلسون قد فُقد قبل أيام قليلة من العثور على الأشقاء بعد أن هرب من معالجه، حتى عثرت فرق الإنقاذ على آثار أقدامه بالقرب من آثار أقدام الأطفال.
وكشف الجد نارسيسو تفاصيل جديدة مثيرة عن المحنة المذهلة للأطفال، تختلف روايته بعد التحدث إلى ليزلي عن تلك التي قدمها والد الطفلين الصغيرين، والتي تشير على ما يبدو إلى أنّ والدة الأطفال ربما ماتت بعد وقت قصير من الحادث وليس بعد أربعة أيام.
وكان الأطفال الأربعة قد فقدوا في الغابة منذ الأول من مايو، عندما تحطمت طائرة سيسنا 206 التي كانوا يسافرون فيها، عندما أبلغ الطيار عن مشاكل في المحرك بعد دقائق فقط من إقلاعه من منطقة عميقة في الأمازون تُعرف باسم Araracuara في رحلة طولها 217 ميلاً إلى بلدة سان خوسيه ديل جوافياري.
وتم العثور على جثث الطيار وأم الأطفال وشخص بالغ آخر في موقع تحطم الطائرة التي سقطت بشكل عمودي تقريبًا في الأشجار، ولكن عندما تم العثور على حطام الطائرة بعد أسابيع من الصيد، لم يتم العثور على الأطفال ميتين جنبًا إلى جنب مع البالغين، بل كانت هناك فاكهة تم تناولها جزئيًا تشير إلى أنهم جميعًا نجوا.
عمليات بحث امتدت عبر أميال من غابات الأمازون
مطاردة ضخمة عبر أميال من غابات الأمازون المطيرة الكثيفة والنائية، بلغت ذروتها في إنقاذهم يوم الجمعة، وكانت مروحية عسكرية قد حلقت فوق مظلة الشجرة قبل أن ترفع الأطفال الأربعة على متنها وتنقلهم إلى المستشفى للفحص.
بعد العثور على الأشقاء بأعجوبة، أظهرت لقطات درامية كيف تم نقل الأطفال الأربعة بواسطة طائرة إنقاذ هليكوبتر، إذ تعرضوا أثناء فقدانهم للعض والجفاف وسوء التغذية وبقوا على قيد الحياة بأعجوبة، وتم نقلهم إلى بر الأمان لتلقي العلاج الطبي.
وقال رجال الإنقاذ إن الأشقاء الذين ينتمون إلى جماعة هويتوتو الأصلية، أصيبوا بالجفاف وسوء التغذية ولدغتهم الحشرات لكنهم يتمتعون بصحة جيدة، وتعد قصة البقاء على قيد الحياة هي الأكثر معجزة، نظرًا لأنّ الغابة هي موطن لنمور الجاجوار والبوما والثعابين والحيوانات المفترسة الأخرى، بالإضافة إلى الجماعات المسلحة التي تهرب المخدرات وتُرهب السكان المحليين.