«روح الروح» كلمات زلزلت القلوب فور سماعها من رجل فلسطيني، يكسو البياض لحيته، يحمل بين ذراعيه طفلة صغيرة، لم يعد قلبها ينبض بالحياة، جثمان هامد بلا روح، بات يداعبها تارة، ويحاول إيقاظها مرة أخرى، إلا أنها لم تستجب، ليكن الوداع الأخير بينهما.
لحظة الوداع الأخيرة للطفلة ريم
لحظات أليمة عاشها الجد، الذي ظل ممسكا بجسد حفيدته ريم، التي لم تتخطى حاجز ال٥ أعوام، بعد استشهادها جراء قصف منزلها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي«ريم كمان شهر بتكمل ٥ سنوات، كانت موجوده لحظة القصف مع شقيقها ووالدتها، استشهدت هي وأخوها طارق عمره ٣ أعوام، وأمها مصابة بالمستشفى» وفقا لما رواه علي بدوان والد الطفلة ريم خلال حديثه ل« الوطن».
الجد يودع حفيديه في يوم واحد
فارق حفيديه في يوم واحد، كانت الضربة قاسية، جعلته لا يقوى على الحديث، إلا أن صوته كان كفيلا لإيصال المشهد كامل دون أن يلفظ بكلمة واحدة، هكذا وصف « علي» والد الطفلة ريم، الثبات الذي ظهر به الجد خالد نبهان، أثناء احتضانه لحفيدته ريم: «هذا جدها لأمها خالد نبهان كان يحبها كثيرا ومتعلق بها، بيته قريب من منزلنا، كان موجود في يوم القصف داخل البيت، واستشهدت ريم وشقيقها طارق فقط».
والد الطفلة ريم: مالحقتش أشوفها وكنت في مصر بشتريلها ألعاب
«هاي حبيبت الروح وروح الجميع» هكذا وصف «علي» علاقته بابنته، الذي لم يلقي عليها نظرة الوداع الأخيرة، بسبب تواجده في مصر لظروف ما « أنا في مصر وكنت جيبلها معي ملابس وألعاب ليها ولاخواتها، فلم يبقى سوى أحمد مصاب مع والدته في المستشفى، لكن الحمد لله، ربنا يرحمهم ويصبرنا».
أخر كلمات طفلة «روح الروح»
لا يزال والدها يتذكر أخر كلماتها له، في أخر مكالمة جمعتهم قبل استشهادها يوم الثلاثاء الفجر ،وتم دفن جثمانها الأربعاء، «بابا أنت بعيد عنا أنا خايفة» التي لا يزال صداها يتكرر في أذنيه، كلما نظر إلى ألعابها التي يحملها لها، وهو في طريقه إلى العودة، إلا أنه ينتظر فتح المعبر حتى الآن.