الأمانة والشهامة صفتان لا ترتبطان برفاهية الحياة أو رغد العيش وما يتمتع به الشخص من وضع مادي جيد، وإنما تعتمدان في الأساس على عزة النفس وشبعها، وهو ما جسّدته المرأة الأربعينية طعمة السيد ابنة محافظة الشرقية، فعلى الرغم من ظروفها المادية البسيطة، إلا أنّها عندما وجدت بعض المشغولات الذهبية خلال تأدية عملها أسرعت تعيدها دون تردد.
«طعمة» تعثر على 4 خواتم ذهبية
وتروي طعمة السيد صاحبة الـ46 عامًا، التي تعمل عاملة نظافة في نادي الرواد بمدينة العاشر من رمضان، أنّها أثناء تأدية عملها في تنظيف دورات المياه داخل النادي عثرت على أربعة خواتم ذهبية، فأسرعت بتسليمها إلى الإدارة بعد أن فشلت في العثور على صاحبتها، تقول لـ«الوطن»: «قعدت أدور على صاحبتها وأسأل اللي داخل واللي خارج يمكن حد يتعرف عليهم ملقتلهاش أثر».
لم تتردد «طعمة» في التوجه إلى مكتب الإدارة حاملة الخواتم الذهبية على أمل العثور على صاحبتها: «دخلت لأستاذ محمود الكومي وقولت له إني لقيتهم في الحمام، فـ قالي خليهم معاكي لحد ما صاحبتهم تيجي تسأل عليهم».
مرت ساعة كاملة، والسيدة الأربعينية تحتفظ بالمشغولات الذهبية حتى عادت صاحبتها إلى النادي مرة أخرى تبحث عنها: «صاحبتهم جت بعدها بساعة سألت عليهم وأنا اللي اديتلها الدهب بعد ما اتأكدت أنّه بتاعها فعلًا».
«طعمة» تعول 6 أيتام بمفردها
8 سنوات قضتها «طعمة» تعمل بين أروقة النادي كإحدى أفراد العمالة الإدارية، اعتادت خلالها العثور على المقتنيات الثمينة من المشغولات الذهبية والهواتف وغير ذلك، ولم تتردد مرة في إعادتها إلى أصحابها أو تسليمها للإدارة: «لسة امبارح بردو لقيت تليفون وروحت سلّمته وصاحبته فضلت تشكرني».
ظروف مادية صعبة تعيشها الأربعينية بعد وفاة زوجها قبل نحو 7 سنوات، وتعول 6 من الأبناء بمفردها، هم على الترتيب مريم 25 عامًا، زينب 20 عامًا، محمد 18 عامًا، فاطمة 16 عامًا، منة 13 عامًا، وإبراهيم 8 سنوات: «أنا بربي 6 أيتام لوحدي لكن عمري ما مديت إيدي على حاجة غيري حتى لو أنا محتاجة».
لم تنتظر «طعمة» الحاصلة على مؤهل الإعدادية، أي تكريم أو مكافأة من النادي أو صاحبة المشغولات الذهبية، وإنما تبتغي في عملها وجه الله: «أنا مش مستنية تكريم ولا أي حاجة من أي حد، والحمد لله كفاية ربنا بيكافئني».