أصوات صاخبة تملأ أرجاء المكان، وسط صرخات استغاثة من الحريق الذي نشب داخل مستشفى النور المحمدي في منطقة المطرية بالقاهرة، تركها رفعت إبراهيم البدوي، أستاذ جراحة الأطفال بكلية الطب بالأزهر، جانبًا ليواصل التركيز على استكمال العملية الجراحية التي بدأ في إجرائها لطفلة صغيرة تبلغ من العمر 5 أعوام.
عملية جراحية اعتاد «رفعت» على إجرائها بين الحين والآخر، إلا أن ظروفها حوّلته إلى بطل اجتاح منصات السوشيال ميديا خلال الأيام الماضية، بعد أن رفض الخروج من المستشفى وترك الطفلة في منتصف العملية، رغم نشوب النيران في المستشفى، ليروي كواليس واقعة إجراء عملية جراحية بالقولون لطفلة تدعى «فريدة»، خلال تصريحاته لـ «الوطن»: «حدث الحريق في المستشفى، وطلب مننا إخلاء غرفة العمليات فورا، إلا أنني ودكتور علي الدسوقي استشاري التخدير، رفضنا مغادرة العملية إلا بعد إتمام الجراحة، وبعد إفاقة الطفلة بشكل كامل».
صعوبات واجهت الطبيب في العملية
صعوبات واجهها الطبيب واستشاري التخدير، أثناء إجراء العملية الجراحية، خاصة بعد انقطاع الأكسجين والكهرباء، بسبب نشوب الحريق، بحسب «رفعت»: « قدرنا أننا نكمل العملية على ضوء الموبايل، وربنا كرمنا الحمد لله أننا نفوق الحالة».
ساعة ونصف المدة التي استغرقتها العملية الجراحية، وفقا لما رواه أستاذ جراحة الأطفال بكلية الطب بالأزهر: «الحريق نشب، وإحنا فاضلنا أقل من ساعة لإنهاء العملية، بس الحمد لله قدرنا أننا نختصر الوقت ببعض الخطوات الجراحية اللي ما تأثرش على الطفلة وقدرنا نخلص في وقت قياسي».
الحالة الصحية للطفلة فريدة
وبمجرد إفاقة «فريدة» من العملية، بادر الطبيب بالتحرك بها بمساعدة بعض الأهالي، كما أوضح «رفعت»: «توجهنا مباشرة بعد ركوب عربة الإسعاف إلى مستشفى باب الشعرية، ووجدنا الأطباء هناك في انتظارنا لاستقبال الحالة وعمل الإسعافات الأولية اللازمة للطفلة، لتصبح في حالة جيدة».