لم يمنعها مرضها من مساندة ابنها في الملعب، فلم تلق بالًا لإصابتها بالسرطان، كل ما يشغلها هو تشجيع صغيرها أثناء اختبارات «كابيتانو مصر»، وتتحرك وراءه ذهابًا وإيابا لدعمه، إلا إن حركتها كانت أكثر ثقلاً بجهاز التنفس الذي لا يفارقها طيلة الوقت، لتجسد شخصية الأم في أروع صورها وكأن فطرتها هي التي قادتها إلى ذلك.
واقعة إنسانية مثلتها الأم ولاء عادل ابنة القاهرة، التي لم تمنعها إصابتها بالسرطان من مساندة نجلها في اختبارات كابيتانو مصر، فذهبت لتشجعه وتكون سندا له، فلم تُلقي بالًا لمرضها، الذي انتشر في جميع أنحاء جسدها، فهي محاربة سرطان عظام، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لتصمد وتحارب بكل قوتها، وكأنها أرادت أن تعلن بصبرها وتحملها، أنها على قدر الاختبار الآلهي الذي وضعت فيه، فبدأت كواليس الحكاية يوم الخميس 17 أغسطس الجاري، لتكن بجوار ابنها في اختبارات كابيتانو مصر: «قدمت لرحيم ابني في الاختبارات، وكنت فاكرة الأول أنها في نادي الجزيرة، بعدها عرفت أنها في نادي الشمس وعرفت اليوم المحدد لها، ورحت وكنت أنا ووالده وأخته، وكانت أخته هي اللي بتساعدني أنها تشيل جهاز التنفس علشان أقدر أتحرك به، والحمد لله النادي كان متفهما جدًا، وقدر يخصص لي مكان عشان أتابع منه رحيم وهو بيلعب» بحسب حديثها لـ«الوطن».
اكتشاف موهبة الطفل مبكرا
لم يكن الأمر صعبًا على أم على قدر عالي من الإصرار والمسؤولية، أن تظل بجوار ابنها «رحيم» الذي اكتشفت موهبته وشغفه بكرة القدم مبكرًا، لتكن داعمًا أساسيًا له في جميع خطواته، كانت أولها تقديمها له في اختبارات «كابيتانو مصر» في شهر مايو ماضي، فلم يمر سوى 3 أشهر على تحديد موعد الاختبار الخاص به «اتحدد اليوم وعرفت المكان ورحت، ورحيم ما شاء الله عليه مهاراته كويسة جدًا في الكورة، وهو أشول وده بيأهله أنه يكون لاعب كويس جدًا، والحمد لله اتقبل في الاختبارات الأولى ورايحين الأسبوع ده إن شاء الله علشان التصفيات» وفقًا للأم ولاء.
دعم وسند
كانت الأم تحمل بين يديها جهاز التنفس المسؤول عن توصيل الأكسجين إلى المخ، الذي يمكنها من استكمال حركتها ونشاطها، فكان تلقي نظرات ثاقبة على ابنها من المدرجات أثناء وجوده في الملعب، بينما يدها مشغولة بحمل الجهاز الخاص بها، وتتذكر الأم أحد المواقف خلال حديثها «الوطن» أثناء تقديمها في الاختبارات، فكانت تظن أن المكان في البداية بنادي شباب الجزيرة، فذهبت إلى منزل أسرتها بمحافظة الجيزة، لتكن قريبة منه في ذلك الوقت، وبمجرد وصولها اشتد عليها التعب ليلاحظ أحد الأطباء الموجودين هناك حالتها، إلا أنها تصر على الدخول للتقديم لنجلها «لقيت دكتور العلاج الطبيعي بيقولي اهدي بس شكلك تعبانة، وفعلا خلاني ارتاحت وقالي إن الاختبارات في نادي الشمس وماكنتش مصدقة في الأول، لحد ما أقنعني وقالي خلي بالك على صحتك، بس أنا كان كل همي أشوف ابني محقق حلمه».