لحظات صعبة عاشها المواطنون في تركيا وسوريا خلال الساعات الماضية، إثر الزلزال الذي ضرب البلدين فجر أمس الاثنين، وشهد العديد من المشاهد المأساوية التي نتجت عنه، كان من بينها أب السوري يدعى «محمد شاوردي» الذي فقد طفلتيه التوأم وزوجته في الزلزال، ونعاهم بكلمات مؤثرة عبر حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي.
تعليق الأب السوري على وفاة زوجته وطفلتيه
كان الأب السوري محمد شاوردي في ذات الليلة مسافرا لمدينة أخرى غير التي يقيم بها مع زوجته وأطفاله، وكان نائما لم يشعر بحدوث الزلزال، وعندما استيقظ شعر بهزات أرضية لدرجة لم يتمكن معها من الوقوف على رجليه: «أنا كنت في منزل تاني في مدينة تانية غير المدينة اللي كانت زوجتي وأولادي فيها، ولما حدث الزلزال كنت نايم وحسيت بيه بعدين، مكنتش وقتها قادر أقف من شدة الهزات الأرضية، الوضع كان مرعب جدا»، بحسب حديثه لـ«الوطن».
حاول «شاوردي» التواصل مع زوجته وأطفاله ولكنه لم يتمكن من ذلك، الأمر الذي جعله يسافر على الفور إليهم: «لما حاولت أتصل بزوجتي وأولادي محدش رد، قمت على طول سافرت بالسيارة بتاعتي عشان أطمن عليهم، وكان الطريق صعب جدا والأرض كلها بتتهز».
عندما وصل الأب السوري إلى مدينته، وجد كل المباني تحولت إلى رماد، لدرجة أنه لم يستطع أن يتعرف على منزله: «لما وصلت المدينة اللي فيها بيت العيلة، ما صدقت اللي حدث، لقيت كل المباني واقعة وكوم تراب، ما عرفت أي مبنى هو كان بيتنا، وكان في مطر ولما عرفت البيت بقيت أدور عليهم».
صدمة شديدة عاشها الأب السوري
صدمة شديدة سيطرت على الأب السوري حينما شاهد هذا الوضع، وعندما تمكن من الوصول إلى منزله، بدأ يصيح بصوته وينادي على زوجته وأطفاله الـ4: «بقيت أنادي وأصيح وأقول يا أولادي أنتو فين، بس للأسف لقيت بنتي ليلى استشهدت على الفور، وابني عمر ومصطفى تم نقلهم للمستشفى وعايشين الحمد لله، ومقدرتش أوصل لبنتي تالية وأمها غير لما رجال الدفاع جم وطلعوهم وكانوا للأسف ميتين».
لم يتوقع الأب ما حدث لزوجته وأطفاله، ورغم صعوبة الموقف إلا أنه راضيا بقضاء الله، «الوضع كان صعب مكنتش عارف أبكي ولا أرضى باللي ربنا كتبه لينا، والحمد لله على كل حال، وربنا يرحم زوجتي وبناتي ويجعلهم في الجنة يارب».