واقعة إنسانية هزت أرجاء السعودية، بعد أن قررت أسرة سعودية المساهمة في إنقاذ حياة بعض المرضى، عن طريق التبرع بأعضاء ابنها المتوفى يزيد المحيا، صاحب الـ16 عامًا، إثر تعرضه لحادث سير تسبب في وفاته، ليكتب أملًا جديدا لإنقاذ حياة 6 أشخاص يعانون من أمراض القصور العضوي النهائي، لحصولهم على فرصة حياة جديدة بزراعة أعضاء سليمة في أجسادهم.
أول تعليق من أسرة الطفل السعودي بعد تبرعهم بالأعضاء
لم تكن أسرة «يزيد» تعلم أن نزهته مع أصدقائه ستكون الأخيرة، عندما خرج معهم في زيارة لأحد زملائه، لكنهم توقفوا لالتقاط صورة تذكارية له من أعلى السيارة، وقبل نزوله فوجئ بتحرك قائد السيارة، ليرتطم رأسه ويسقط مغشيًا عليه، ليبادر زملاؤه باصطحابه إلى المستشفى.
12 يومًا قضاها الطفل داخل أحد المستشفيات في السعودية، وسط محاولات إنقاذه من الأطباء، بحسب نهار محمد، ابن خال الطفل السعودي لـ«الوطن»: «بعد التأكد من تشخيص حالته بنزيف في الدماغ، جلس تحت الملاحظة على مدار أسبوع حتى أبلغ الأطباء، أنه قد توفي دماغيًا، ليقرر الأهل في هذه اللحظة التبرع بأعضائه لتكون كفيلة لإنقاذ حياة مرضى آخرين، تم التوصل إليهم بمساعدة المركز السعودي لزراعة الأعضاء».
والدة الطفل السعودي بعد التبرع بأعضائه: كله لوجه الله
روت والدة يزيد، بقلب مليء بالرضا ولقضاء بأمر الله وقدره، أن على الرغم من فاجعة ابنها الذي توفي دماغيًا، فهو الأخ الوسط بين طفلين آخرين، إلا أنها أرادت أن تتخذ قرارا جريئا برفقة والده، ليقرروا التبرع بأعضاء فلذة كبدهم لإنقاذ حياة 6 مرضى، مضيفة، خلال تصريحاتها لـ «الوطن»: «إحنا شوفنا حالات كتيرمحتاجة للتبرع بالأعضاء، وابني في الأول والآخر فارق الحياة، وأعضائه مش هتفيده علشان كده قررنا التبرع بيها، واختارنا الحالات دي على وجه الخصوص، باعتبارها الأكثر احتياجا».
صدقة جارية
نأمل أن يكون ذلك التبرع صدقة جارية، ويكون شفيعًا لـ«يزيد» بعد وفاته، كما أوضحت والدته، أن هناك حالات كثيرة داخل المستشفى تحتاج إلى التبرع، تتفاوت أعمارهم ما بين صغيرة وكبيرة، إلا إنه وقع الاختيار على أصغر الحالات سنًا، فذهب القلب إلى طفل بعمر 7 أعوام، بينما كان أكبرهم سنًا في عمر الـ68، بينما باقي الأعضاء ذهبت لحالات أخرى، الكلى لطفل عمره 12 عامًا، والكلى الثانية لمريض عمره 16 عامًا، والرئتان لمريض عمره 68 عامًا، البنكرياس لمريض عمره 31 عامًا، الكبد لمريضة تبلغ من العمر 29 عامًا.