3 مطربات جمعتهن الصدفة والصداقة وحب الفن، اشتهرن سويًا بأغان ظلت راسخة في وجدان المريين والعرب رغم مرور سنوات طويلة على غنائها، منها «سبحة رمضان» و«أهو جه يا ولاد» التي كان المصريون ينتظرونها كل عام مع قدوم شهر رمضان، غناء الثلاثي المرح سناء الباروني، وصفاء لطفي، ووفاء مصطفى، لتصبح هذه الأغاني بوابة عبورهن نحو النجومية ونحو تأسيس فرقة الثلاثي المرح.
أغنية «أهو جه يا ولاد» من تأليف الشاعرة نبيلة قنديل، ولحّنها شقيقها الموسيقار علي إسماعيل، لتلقى قبولًا كبيرًا ويتردد صداها عبر الأجيال، وهي من بين عدة أغاني تغنى بها المطربات الثلاثة، لكنها الأغنية الوحيدة التي سُجلت في ساعتين وتكلفت 160 جنيهًا، بحسب حديث سابق للإعلامي الراحل وجدى الحكيم: «الأغنية كان دمها خفيف، وماخدتش تصوير كتير، ساعتين بس لكن لاقت شهرة واسعة وكانت فاتحة غير على المطربات الثلاثة».مرّت الأغنية بمراحل عديدة بحسب الإعلامي الراحل: «عرضتها المؤلفة أولًا على لجنة النصوص بالإذاعة المصرية، وبعد إجازة النص، قام الموسيقي محمد حسن الشجاعي، الذى كان مشرفًا على الإنتاج الإذاعي باختيار المطرب والملحن، ووقع الاختيار على الفتيات الثلاث اللاتي يغنين في الأفراح والحفلات ولا يعرف الكثيرون ملامحهن، أو أسمائهن، لكن صوتهن كان شجيًا».
الموسيقي محمد الشجاعي قرر اختيار 3 مطربات كون الأغنية تتحمل أن يغنيها أكثر من مطرب، وبعد الاستقرار على الثلاثى المرح جرى تسجيل الأغنية في ساعتين فقط في حديقة معهد الموسيقى العربية بالقاهرة، لتكون الأسرع في هذه الحقبة الزمنية من حيث زمن التسجيل، وحصل الثلاثى على 140 جنيهًا كأجر عن الأغنية، بينما حصل على إسماعيل، على 20 جنيهًا، وحققت نجاحًا كبيرًا وشهرة واسعة وكانت بوابة لانطلاقهن نحو تقديم أغنيات أخرى لشهر رمضان، ليكون بمثابة ميلاد لأغنيات أخرى، من بينها «افرحوا يا بنات يلا وهيصوا رمضان أهو نور فوانيسه».
بعد نجاح أغنية «أهو جه يا ولاد»، ذاع صيت الثلاثى المرح وسافرن إلى الدول العربية لتقديم مزيجًا من الأغانى، كما غنين أمام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، خاصة بعد نجاح الفرقة واعتمادها من قبل الإذاعة المصرية، حيث تميزت أغانيهن بخفة الظل والبساطة، وكانت مناسبة للأفراح وأعياد الميلاد والحفلات، لكنها لم تستمر سوى 7 سنوات وأنهت نشاطها بعد زواج سناء واعتزالها الفن.أما أغنية «سبحة رمضان» للشاعر حسين طنطاوي، فأصبحت من بين الأغاني الرمضانية الراسخة في وجدان المصريين، فهي من ألحان الموسيقار علي إسماعيل وغناها الثلاثي المرح بعد نجاح أغنيتهن «أهو جه يا ولاد»، بحسب ما رواه الموسيقار الراحل عمار الشريعي في برنامجه الشهير «غواص في بحر النغم».
«الشريعي» قال إن مؤلف الأغنية حّول أيام رمضان إلى سبحة 33 حبة ابتهاجًا بالشهر الكريم: «سبحة رمضان لولي ومرجان بتلاتة وتلاتين حباية، منهم تلاتين أيام رمضان نور وهداية، وثلاثة العيد، ونقول ونعيد، ذكر الرحمن آية في آية، واستغرق في الأغنية بكلام لطيف، لكن الفكرة شدت الانتباه علشان كلماتها، وعلي إسماعيل لحنها بقمة تألقه وخفة دمه، وأول ما ابتدى أخد رتم اسمه المصمودي الكبير وبيعمل عليه تشكيلات بالدفوف السادة والدفوف النحاس، ليشكل لحنًا يستمتع به المستمع».لم تكن أغنية «سبحة رمضان» هي الوحيدة التي لحنها الموسيقار علي إسماعيل، لكن ارتبط اسمه مع «الثلاثي المرح»، ليصفه «الشريعي» بأنه اتخذ لونًا جديدًا، وأن فكرة هذه الأغنية مرتبطة بالأجواء الصوفية التي يحبها، ويتعايش معها الناس: «كل الحالة كانت جو صوفي وكان عاوز يدخلنا حالة ذكر، والثلاثي المرح كان بيقول على مقام الرصد بصوت مبهر وأداء بديع، كان بيريحنا بكورال الله الله الله، ومن أول كلمة بنشم ريحة الفلكلور المصري الأصيل بانتقالات سلسة وبسيطة شكلت تابلوه رمضاني بديع».عمار الشريعي، وصف الأغنية والثلاثى المرح بـ«المرحين وذوات الظل خفيف»: «قدم لنا أغاني عظيمة وكان صوتهن بديع وشاركن في تجربة ثرية بكل المقاييس لتظل خالدة وشاهدة على أجواء رمضانية جميلة يتغنى بها الكثيرون، كما أصبحت علامة مميزة في الأغاني الرمضانية».
