مع استمرار الموجة الحارة، التي تتعرض لها البلاد بالتزامن مع ارتفاع درجة الحرارة بالعالم أجمع إلى مقاييس غير مسبوقة، يتنامى الشعور بالقلق على الفئات التي قد تتأثر بارتفاع الحرارة، بصورة أكثر حدة، كالأطفال وكبار السن والحوامل وغيرهم.
المسنون الأكثر تأثرًا بالموجة الحارة
تقول الدكتورة هبة محمد عز العرب، استشاري أول طب المسنين جامعة عين شمس، إن الموجة الحارة التي تشهدها البلاد تؤثر على كل الفئات العمرية بداية من الأطفال بعمر يوم، حتى كبار السن، لافتة إلى أن الأطفال من صغار السن، يلقون رعاية فائقة من ذويهم، كونهم لديهم القدرة على التعبير عن احتياجاتهم، سواء بالحديث أو عن طريق البكاء والصراخ، ويمكثون فترات أطول داخل المنزل بصحبة أمهاتهم.
الجفاف يصيب المسنين بالهذيان
على عكس كبار السن، الذين تقل لدى بعضهم القدرة على التعبير عن احتياجاتهم، نتيجة التغيرات الفسيولوجية لديهم، ما يجعلهم بحاجة الى رعاية فائقة عن تلك المقدمة لمختلف الفئات، خاصة أنه مع التقدم بالعمر لما فوق 65 عامًا، يقل شعور الفرد بارتفاع درجات الحرارة، وتقل كفاءة الجزء المسؤول عن التنبيه عن الشعور بالعطش، ما يعرض كبار السن للإصابة بعديد من الأمراض كالجفاف الذي قد يؤدي إلى إصابة المسن بالهذيان، وفقًا لحديث «هبة» لـ«الوطن».
الهرش مؤشر لإصابة المسنين بالجفاف
الهرش والحك الشديد بالجلد مؤشر على إصابة كبار السن بالجفاف، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ما ينتج عنه تشققات تزيد الأمر خطورة، إذا ما انتقلت البكتريا من على الجلد إلى داخل الشقوق، بحسب ما أكدت استشاري طب المسنين.
ضعف مخزون السوائل بالجسم
خطورة شديدة لقلة شرب المياه والسوائل لكبار السن، خاصة مع تناولهم عدد كبير من الأدوية بهذا العمر، الذي غالبًا ما يفوق 5 أدوية باليوم الواحد، إذ أن كبار السن يعانون بصورة أو بأخرى من ضعف مخزون السوائل بالجسم، نتيجة فقدانهم كمية كبيرة من المياه، ما يؤثر على سير الأدوية داخل الجسم، في رحلته إلى الكبد أو الكلى، لتقوم بالتأثير السلبي على كبار السن، خاصة مع تناول عديد من الأدوية المركزة، وزيادة الدهون عن المياه بالجسم، بحسب استشاري أول طب المسنين.
الجلطات والسكتات الدماغية أبرز ما يهدد المسنين بالموجة الحارة
الإصابة بالأمراض العادية كالإنفلونزا أو السخونة لنصف درجة فقط، تكون في غاية الخطورة، إذا ما كان المسن مصاب بالجفاف، بحسب ما أكدت «هبة»، ما يستوجب تعويض المفقود من المياه والسوائل بشرب كميات كبيرة من المياه، مشيرة إلى ارتفاع معدل الخطورة مع الإصابة بأمراض أخرى كالإسهال والقيء، الذي ينتج عنه أمراض خطيرة، نتيجة قلة سيولة الدم ولزوجته، كالجلطات ونوبات والسكتات الدماغية.
أمراض الكلى
وجهت استشاري أول طب المسنين، ذوي المسنين بضرورة إعطاء المياه والسوائل لهم دون انتظار طلبهم، خاصة إذا كانوا من فعيدي الفراش، ومن أصحاب الأمراض المزمنة كالسكري والضغط المرتفع وأمراض القلب، أو أولئك الذين يحصلون على عديد من العقاقير باليوم الواحد، تجنبًا لإصابة المسنين بأمراض الكلى.
سرطان الجلد نتيجة الإصابة بالجفاف
شددت «هبة» على ضرورة تجنب خروج كبار السن خلال الموجة الحارة وارتفاع درجات الحرارة، والتعرض بصورة مباشرة لأشعة الشمس، إذ أنهم أكثر عرضة للإصابة بحروق الجلد، الذي يفقد قدرته على التجديد بالتقدم بالعمر، ويصبح من الصعب إلتئام الجروح والحروق، وهو ما قد يؤدي على المدى البعيد لإصابة كبار السن بسرطان الجلد.