قرحة المعدة هي عبارة عن قرح مفتوحة تصيب الغشاء المبطن للمعدة، وتسبب آلامًا شديدة للمصاب بها، لا سيما بعد تناول الأطعمة الدسمة، وهي تختلف عن قرحة الإثنى عشر التي تصيب الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، وتظهر آلامها في حال الصيام، وتتمثل خطورة قرحة المعدة في حال عدم علاجها، قد يتطور الأمر ليصبح أكثر خطورة من خلال تحولها إلى خلايا سرطانية.
أسباب الإصابة بقرحة المعدة
وتحدث الإصابة بقرحة المعدة نتيجة لعدة أسباب، أهمها الإفراط في تناول الأدوية ومسكنات الألم أو تناول اسبرين السيولة بكثرة دون تناول أدوية وقائية لحماية المعدة، إلى جانب أيضًا وجود مشاكل حركية أو بطء في حركة المعدة نتيجة الإصابة بأمراض مختلفة مثل السكري وكسل الغدة الدرقية، بحسب توضيح الدكتور محمد خورشيد، استشاري الجهاز الهضمي والمناظير.
وإلى جانب الأسباب المتعلقة بالأدوية والحالة الصحية للشخص، هناك أسباب أخرى ينتج عنها الإصابة بقرحة المعدة مثل التوتر والضغط العصبي، إلى جانب الإفراط في تناول الأطعمة الحريفة والتدخين وتناول الكحوليات.
أعراض قرحة المعدة
ولأن قرحة المعدة في حال عدم علاجها، قد يتطور الأمر ليصبح أكثر خطورة من خلال تحولها إلى خلايا سرطانية؛ لذا يمكن الإشارة إلى أهم الأعراض والعلامات التي تظهر على المريض في بوادر إصابته بالقرحة حتي يمكن الانتباه لها، والذهاب للطبيب المختص ومن ثم تلقي العلاج المناسب.
ووفقًا لِما ذكره موقع «مايو كلينك» الطبي، وأوضحه «خورشيد»، فإن أعراض الإصابة بـ قرحة المعدة تتمثل في عسر الهضم، والشعور بالألم أسفل الصدر بعد تناول الطعام، ووجود اضطراب في الإخراج، إلى جانب أيضًا ألم حارق بالمعدة، والشعور بالامتلاء أو الانتفاخ أو التجشؤ، وعدم تحمل تناول الأطعمة الدهنية، والغثيان.
علاج قرحة المعدة
وفي حال لاحظ الشخص أي من هذه الأعراض، وذهب للطبيب المختص، وتأكدت إصابته بقرحة المعدة، فإن طريق العلاج والوقاية من تفاقمها يتمثل في الحصول على العلاج بانتظام، وتناول الوجبات الغذائية في مواعيدها، مع الابتعاد عن تناول الأطعمة الدسمة أو المسبكة أو الحريفة، وفي حال كان سبب الإصابة بعود إلى تناول أدوية معينة أو مسكنات، فلا بد من أخذ أدوية وقائية لتجنب حدوث قرحة في المعدة مرة أخرى: «المريض يتعامل مع القرحة كأن في جرح في معدته، فياخد باله في الأكل على قد ما يقدر علشان الجرح ده يلتئم ويخف»، بحسب «خورشيد».
تحول القرحة لخلايا سرطانية
كما أن هناك أعراض أخرى تدل على حدوث نزيف في المعدة، ومعها يحتاج الشخص إلى ضرورة الذهاب إلى الطبيب المعالج، وهي حدوث قيء دموي أو اسهال أسود اللون، أو جود دم داكن في البراز، وأيضًا حدوث فقدان للوزن أو أنيميا غير معروفة المصدر، أو صعوبة في البلع، وهو ما أوضحه استشاري الجهاز الهضمي والمناظير: «لو المريض خد العلاج لمدة شهرين ولم يتحسن، لابد من إجراء منظار، لأن ممكن تكون القرحة تحولت لخلايا سرطانية، أو أنّ التعب من الأول مكانش قرحة إنما ورم سرطاني في المعدة».
فائدة عصير البطاطس النيئة في علاج القرحة
ومن جهتها، أوضحت الدكتورة نهلة عبدالوهاب، استشاري البكتيريا والمناعة والتغذية الحيوية، ورئيس قسم البكتيريا بمستشفى جامعة القاهرة، أنّ عصير البطاطس النيئة مليء بمضادات الأكسدة، وغني بالفيتامينات والألياف، فضلًا عن أنه يعزز من قلوية الجسم، ومضاد لتأثير الفعل الحامضي لحمض المعدة، ما يجعله يعمل على منع التهاب الجسم.
وأضافت، أنّ عصير البطاطس النيئة يحتوي على كمية كبيرة من كلوريد الإنزوبين التي تعمل على خفض نسبة إفراز الحامض الذي يصيب جدار المعدة بالقرحة، ما يجعله يفيد كثيرًا في التخلص من قرحة المعدة والتهابات الأثنى عشر.