مع أذان مغرب اليوم الاثنين تبدأ ليلة النصف من الشعبان، وهي الليلة التي تم فيها تحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة، وورد في فضائلها الكثير من الأحاديث، التي تحث على فضلها وفضل الدعاء فيها، وبجانب هذا الفضل العظيم هناك أفعال ينبغي على المسلم تركها في هذه الليلة التي ترفع فيها الأعمال إلى الله، نقدمها لكم خلال السطور التالية.
أشياء لا تفعلها في ليلة النصف من شعبان
ذكرت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني، أن ليلة النصف من شعبان من الليالي العظيمة ولذا يجب تجنب كل ما يغضب الله فيها، حيث أن شهر شعبان ترفع فيه الأعمال إلى الله، ومن تلك الأشياء التي يجب تجنبها: الحقد، والمشاحنة، والخصام، وعللت ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ في لَيْلَةِ النِّصْفِ من شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خلقة إلا لِمُشْرِكٍ أو مُشَاحِنٍ»، حيث بين أن الله يغفر الذنوب جميعًا في تلك الليلة إلا لمشرك أو صاحب خصومة، فينبغي في هذه الأيام المباركة ترك مثل هذه الأفعال.
فضل ليلة النصف من شعبان
وقد أجابت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف عن سؤالا يقول: ما فضل ليلة النصف من شعبان؟، لتأكد اللجنة في فتواها أنها ليلة ترجى فيها مغفرة الذنوب، واستشهدت في ذلك بأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ، إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» رواه ابن ماجه وغيرُه، وهو حديث حسن بشواهده.
ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل في هذه الليلة من قيامه في الليل؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: « قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي فَأَطَالَ السُّجُودَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ قُبِضَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُمْتُ حَتَّى حَرَّكْتُ إِبْهَامَهُ فَتَحَرَّكَ، فَرَجَعْتُ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَفَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، قَالَ: «يَا عَائِشَةُ أَوْ يَا حُمَيْرَاءُ ظَنَنْتِ أَنَّ النَّبِيَّ خَاسَ بِكِ؟، قُلْتُ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ قُبِضْتَ لِطُولِ سُجُودِكَ، فَقَالَ: أَتَدْرِينَ أَيَّ لَيْلَةٍ هَذِهِ؟، قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَطْلُعُ عَلَى عِبَادِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ، وَيَرْحَمُ الْمُسْتَرْحِمِينَ، وَيُؤَخِّرُ أَهْلَ الْحِقْدِ كَمَا هُمْ». رواه البيهقي في شعب الإيمان (5/ 361)، وقال: هذا مرسل جيد.