كعجيبة من عجائب الزمان، وقف هرم هوارة بالفيوم صامدًا عبر آلاف السنين، تحير ألغازه كثيرا من علماء الآثار، خاصة أنه أول هرم في مصر يضم ممياوتين ملكيتين، فضلا عن احتوائه على ممرات معقدة أسفله تصّعب الوصول لغرفة الدفن التي لم يكن لها باب، في دلالة جديدة على براعة وعبقرية المهندسين المصريين القدماء.
أين يقع هرم هوارة بالفيوم؟
ويقع هرم هوارة أحد أبرز وأهم المعالم الأثرية في محافظة الفيوم، على بعد 9 كيلومترات جنوب شرق مدينة الفيوم.
وأقام هرم هوارة بالفيوم، الملك إمنمحات الثالث من الأسرة الثانية عشر في عصر الدولة الوسطى، وذلك بعدما تخلى عن فكرة الدفن في هرمه الأول الذي شيده بدهشور، ودُفن فيه هو وابنته الأميرة نفرو بتاح ليكون الهرم الوحيد في مصر الذي يضم ممياوتين ملكيتين.
أسرار هرم اللاهون
ويكشف سيد الشورة، مدير عام آثار الفيوم السابق، إنّ هرم هوارة بُني من الطوب اللبن الخفيف، وكساءه بالحجر الجيري، وبلغ ارتفاع الهرم الأصلي نحو 58 مترًا، بينما يصل طول كل ضلع من أضلاعه نحو 105 مترًا، ويضم الكثير من الممرات والدهاليز والحجرات التي تنتهي بحجرة الدفن.
هرم اللاهون من الداخل
وذكر «الشورة» لـ«الوطن»، أنّه عُثر على تابوت حجري ضخم جدًا مصنوع من قطعة واحدة من حجر الكوارتزيت بلغ وزنها نحو 110 أطنان في هرم اللاهون من الداخل، وجرى غلق الحجرة بأحد الأحجار الضخمة الذي يغلق بالسقوط عن طريق تسريب رمل أسفله إلى غرفتين صغيرتين جانبيتين.
وتضم الفيوم 3 أهرامات هي هرم هوارة، وهرم اللاهون، وكذلك هرم سيلا، مشيرًا إلى أنّه جرى اكتشاف حجرة الدفن في هرم هوارة عام 1889 من خلال عالم الآثار الإنجليزي وليم فلندرز، بحسب «الشورة».
الهرم يحتوي على 300 حجرة
وتذكر الدكتورة نيرمين عاطف، مدير إدارة الوعي الأثري بمحافظة الفيوم، لـ«الوطن»، أنّ هرم هوارة يضم نحو 300 حجرة يقع أسفلها تحت الأرض، ونصفها الآخر فوق سطح الأرض، ولم يبق منها إلا بعض آثار الأعمدة في الطابق العلوي.