تمثالا ممنون يقفان بشكل يشبه أسدي قصر النيل، في البر الغربي لمحافظة الأقصر، التي تضم العديد من المعالم السياحية الجاذبة للسياح من مختلف بلدان العالم، حيث تكتظ بالآثار، التي تبرهن على عظمة المصريين القدماء.
تمثالا ممنون.. عملاقان جذبا السياح
ذكرت شبكة «CNN» الأمريكية، أن تمثالا ممنون يجسدان جلوس الملك أمنحتب الثالث على العرش، وفوق رأسه التاج الملكي، ويضع يداه على رجليه، كما يوجد تمثال صغير لزوجته الملكة «تي»، وإلى يساره تمثال صغير لأمه «موت أم ويا»، أما جانبي العرش فيحملا نقش آله النيل، الذي يرتبط بنبات البردي واللوتس.
أسطورة تمثالا ممنون
أشارت الشبكة، إلى أن تمثالا ممنون اشتهرا بهذا الاسم بعد زلازل وقع عام 27 قبل الميلاد، حيث نتج عنه سقوط الجزء الأعلى من التمثال الشمالي وتصدع بعض الأجزاء، كما بدأ التمثال الشمالي يصدر صوتاً غريباً بعد حدوث الزلزال، كلما هبت الرياح، وخصوصاً في وقت الفجر، ما أثار الحيرة لدى العلماء والمؤرخين.
الشبكة أوضحت أن الأساطير تقول إن «ايوس» والدة «ممنون»، وهي إلهة الفجر طلبت من «زيوس» أكبر آلهة الإغريق أن يصف ابنها بوصف يجعله مميزا عن باقي البشر، حيث كانت أمه تبكي كلما سمعت صوت ممنون.
تمثالا ممنون مصدر جذب الزوار
تمثالا ممنون ورواية صدور الصوت منه، جعلت الموقع مصدرا لجذب عدد من الزوار من حول العالم، سواء كانوا من الإغريق أو الرومان، ومن أشهر من زاروا موقع تمثالا ممنون هو الإمبراطور الروماني «هادريانوس» وزوجته، كما أن الأصوات الصادرة من تمثالا ممنون توقفت بعد ترميمهما عام 200 ميلاديا، بحسب الشبكة الأمريكية.
وبحسب الهيئة العامة للاستعلامات، فإنه في القرن الرابع عشر تم بناء معبد في منطقه طيبة الغربية بمصر، تخليدا لذكري الملك امنحتب الثالث وهو أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة والتي تعتبر أقوى أسرة حكمت مصر في التاريخ القديم، وتبقى منه تمثالين أطلق عليهم عملاقي ممنون، بسبب كبر حجمهم حيث يصل ارتفاع كل منهما إلى 19.20 متر، وهما كل ما تبقى من معبد تخليد الذكرى للفرعون إمنحتب الثالث.
يقول الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري بوزارة الآثار، لـ«الوطن»، إن تسمية التمثالين بـ«ممنون»، ترجع إلى تصدع التمثالين في العصور القديمة في عهد الإغريق، وبالأخص التمثال الأيسر حيث كانت تصدر منهما أصوات وكأنها غناء حزين، بسبب مرور الهواء من تلك الشقوق، ووقتها قال الإغريق أن هذه الأصوات هي بكاء أم ممنون، الذي قتل على يد أخيل فى حروب طروادة.
ويوضح عامر، أن التمثالين يجسدان الملك أمنحتب الثالث، وهو يجلس على العرش بمسند منخفض، واضعاً يديه على رجليه وفوقه التاج الملكي، وإلى يمين ساقيه يوجد تمثال صغير لزوجته الملكة «تي»، وإلى يساره تمثال صغير لأمه «موت أم ويا»، وعلى جانبي العرش يوجد نقش يمثل آله النيل، يربط نبات البردي واللوتس رمز كل منها، وذلك إشارة لتوحيد البلاد.