في منطقة شعبية بمصر القديمة، حيث يقطن الشاب الثلاثيني «أسامة يوسف»، وبأدوات بسيطة كهاتفه، استطاع أن يُؤثِر قلوب متابعيه من مختلف الجنسيات، بجمال مصر وعاداتها وتقاليدها المميزة، إذ أن فيديوهاته وصلت إلى مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، فاستغل عدد متابعيه الكبير في الترويج للسياحة لبلده: «عاوز العالم يعرف مصر».
كوب من الشاي الساخن على أحد المقاهي، وجولة في حواري القاهرة القديمة، وديكورات احتفال شوارع المحروسة بشهر رمضان، من الزينة والفوانيس والموسيقى الشعبية، مشاهد صورها أسامة منذ 6 سنوات، وعرضها على حساباته عبر الإنترنت، لِيُطَمئِن السياح بأن مصر آمنة، ويشجعهم على زياراتها واستكشاف ثقافتها، وشعبها الطيب.
«أسامة» يدعو سائح أجنبي لتناول الإفطار معه في رمضان
لم يكتفِ ابن محافظة القاهرة بهذا الحد، إذ أنه استضاف في منزله في أول أسبوع من رمضان، سائحًا أجنبياً يدعى «جاي بيلفيري»، وهو رحالة بريطاني أسلم مؤخرًا، يسافر ويستكشف ثقافات العالم، ويروي أسامة لـ«الوطن»، أنه دعاه إلى بيته لتناول الإفطار مع عائلته، وقدم له طعام مصري أصيل، فأحب الفكرة، ووافق على زيارة منزله.
سائح أجنبي في بيت مصري
يحكي أسامة يوسف، والذي يبلغ من العمر 36 عامًا، أنه تعلم التصوير من خلال التجارب الكثيرة التي خاضها، كما أنه أخذ «جاي» في جولة بين حواري مصر، ليطلعه على الأحياء الشعبية، ويصور شوارعها، والمطاعم، والمقاهي العتيقة، مستمتعًا بالأجواء الرمضانية، والتي سافر إلى مصر من أجلها وفقًا له: «عزمته عندي وأحب الفكرة جدًا، وأكل معانا وجبة بسيطة، رز وصينية بطاطس بالفراخ، وقعد معانا في شرفة المنزل يشرب قهوة، ويصور الشارع بالكاميرا».
جولة سياحية مجانًا
على دراجته الهوائية، يركب خلفه الرحالة الأجنبي، يأخذه في جولة سياحية، غير منتظر مقابلًا ماديًا، سوى أن يجعله يحب مصر، ويظهر حقيقة التنوع الثقافي الموجود في وطنه: «خرجنا أنا وهو بعد الفطار، وشاف شوارع الحسين، خان الخليلي، وبوابة النصر، وكان منبهر من زينة رمضان، ومحلات الحلويات، وأماكن السحور، وبتنمى إن السياح تزور مصر وتحبها».