تعيش في منزل صغير بمحافظة أسيوط، كانت تخدم نفسها طوال سنوات طويلة، ويقدم لها جيرانها ما تحتاجه من طعام وشراب، تستيقظ بمفردها دون رفيق أو ونيس، تنظف المنزل وتتناول الإفطار، وتظل جالسة طيلة النهار، تتذكر حياتها عندما كانت شابة يافعة، تجري وتلعب وتطمح في حياة سعيدة، إلى انتهى بها الزمن بين 4 جدران لا ترى من الدنيا سوى اللون الأسود، لتجد في جارها الصغير خير ونس في حياتها.
مصطفى كمال، طفل يبلغ من العمر 10 سنوات فقط، أصيبت جارته المُسنة بضعف في النظر، ثم تحولت إلى كفيفة، وعندما علم بذلك قرر مساعدتها والذهاب إلى منزلها يوميًا لخدمتها، ينظف لها المنزل، ويجهز لها وجباتها ومستلزماتها بجانبها على السرير كي لا تحتاج إلى التنقل كثيرًا، يحكي الطفل صغير لـ«الوطن»: «كانت جارتنا وكنت بحبها دائمًا، ولما عرفت إنها مش بتشوف، قررت إني أروح لها وأساعدها في البيت كل يوم».
«مصطفى»: «بروح لها كل يوم أشوف محتاجة إيه»
لم تتدخل والدته في أمر مساعدة جارته الكفيفة، بل أحيانًا تذهب معه للمساعدة في بعض الأمور اليومية، يتحدث «مصطفى» بشغف طفل وبتصرفات شاب يافع يعلم دوره في الحياة: «بروح لها كل يوم، أشوفها محتاجة إيه وأجيبه لها، وبعمل لها الشاي وأكلها، وبقعد أتكلم معاها كتير».
تعيش بمفردها بمنزلها بعد وفاة أسرتها
توفي زوج السيدة المُسنة وأولادها، وأصبحت بمفردها لا تمتلك من الدنيا سوى ابنة واحدة، ترفض السيدة العيش معها وزوجها رغم محاولاتها المستمرة لأخذها معها، مرددة جملة واحدة على لسناها لا تتغير: «ده بيتي مش هسيب بيتي، هعيش وأموت في بيتي»، لتقرر ابنتها الذهاب إليها يومين في الأسبوع، تأتي إليها بما يكفيها من الطعام وتنظف جسمها وتساعدها على الاستحمام، بينما باقي أيام الأسبوع لا يفارقها «مصطفى».