إصابة أحمد سامي بالبهاق في صغره غيرت شكل حياته، فبعد أن كان طفلا مبتسما دوما يتفاعل مع أقرانه دون خوف، صار مكتئبا وحزينا ومنغلقا اجتماعيا، خوفا من السخرية وعلامات القلق التي يراها في أعين من حوله، وكما يحدث في الأفلام انقلب عالمه رأسا على عقب بعد أن ارتبط لفترة بحب حياته والتي تخلت عنه بسبب الانتقادات التي توجه لشكله، ليقرر بعدها قبول شكله الخارجي والاستمتاع بحياته بل وتشجيع أي مريض بهاق على مواجهة رفض المجتمع.
رحلة أحمد مع البهاق بدأت عام 2010
يقول «أحمد»: «بعد ما سبنا بعض أنا وخطيبتى جاتلي أزمة نفسية، خصوصا إن إحنا سبنا بعض بسبب إصابتي بالبهاق، لكن قررت مواجهة نفسي وإعادة حساباتي من جديد، وساعتها شوفت إني شخص جميل من جوا حتى لو الناس شايفة بره وقررت أن لازم أعيش وأتصور وانبسط».
يحكي «أحمد» عن «بداية» رحلته مع البهاق في عام 2010، حيث كان يبلغ 8 أعوام، وعندما كان يشعر بالحزن أو الضيق لا يستطيع التعبير عما يريده لأحد، فيبدأ في البكاء دون توقف، وأحيانا يشعر بضغط نفسي من أى موقف مهما كان بسيطا، وهو ما كان سببا رئيسيا في إصابته بمرض البهاق، قائلا لـ«الوطن»: «كنت طفل بزعل كتير وأنا صغير، ولما جالي البهاق كنت دايما مع نفسي ومبتكلمش مع حد».
حاولت أسرة «أحمد» علاجه بكل الطرق لكن حالته كانت لا تستجيب، وأصبح البهاق جزءا من حياته، ومعه التنمر من الأطفال الذين يدفعهم الفضول لمعرفة سر اللون المختلف الموجود على جلده، فصار يعيش في حرب نفسية وعصبية يوميا للهروب منهم، حتى قررالتخلي عن تعليمه وترك المدرسة في الصف الثالث الثانوي الصناعي: «سبت التعليم واشتغلت صنايعي جبس بورد و سقف معلق».
أحمد بدأ في إيقاف التأثير النفسي لمرض «البهاق»
وصلت معاناة «أحمد» إلى ذروتها عندما ارتبط بفتاة أحبها، وقبل خطوة الزواج بفترة قليلة، انتهى كل شئ بينهما بسبب عدم تحملها لآراء أصدقائها حول أن شكل أحمد ليس جميلا بل وغريب: «كنا بنحب بعض جدا، لكن بسبب كلام الناس مقدرتش تستحمل تكمل، وساعتها أنا اتدمرت تماما».
بعد انتهاء علاقة أحمد بحبيبته، قرر أن يعيد حساباته من جديد، وأن يفكر فى إيقاف التأثير النفسي الخطير لمرض «البهاق» على حياته، وكان أول قرارته كسر حاجز الخوف من المجتمع حول شكله، فبدأ يخرج ويختلط بالناس، وصنع لنفسه حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ينشر فيها صوره ويومياته دون خوف من سخرية أو تهكم على شكله، بل صار يشجع أصدقائه من المرضي الآخرين على نشر تجاربهم وعدم الخوف من نظرات المجتمع.
وقال: «عشت حياتى كلها خايف من الناس وكلامهم بسبب مرض أنا ماليش يد فيه، وبعد التجارب اللى مريت بيها قررت اتغير، مش علشان حد لكن علشان نفسي تستحق ده، وبدأت اعلم اللى حواليا من المرضي الآخرين ده أن التغيير لازم يكون من جوانا أننا نتقبل نفسنا زى ما هى علشان نقدر نعيش وننبسط»