توفيت والدتهم منذ 3 سنوات، وتركت منزلها فارغًا، فقرر أبناؤها ألا تغلق أبوابه، أو يحيط به الظلام وتراب الهجر، فافتتحوا بيتها مطبخًا خيرياً طوال شهور السنة، ودون انقطاع، وأطلقوا مبادرة لشهر رمضان، تحمل اسم «إفطار صائم»، لتكون صدقة جارية على روحها.
يحكي أحمد الصواف، لـ«الوطن»، أنه وإخوته بعد وفاة والدتهم، أرادوا أن يقدموا لها عمل خيري باسمها، يثقل من حسناتها، فاشتركوا معًا وجمعوا مبلغا ماليا، استطاعوا به شراء طعام، ومن ثٓم توزيعه على أبناء قريتهم، وعندما انتشرت مبادرتهم، رغب أصدقائهم في أن يشاركوهم الأجر، فمنهم من تطوع لتغليف الأطعمة وطهيها، ومنهم من تبرع بالمال، وطلبوا منهم زيادة عدد الشنط الغذائية في رمضان.
المطبخ الخيري لمبادرة «إفطار صائم»
ويروي ابن محافظة المنوفية، أنهم بدأوا المطبخ الخيري منذ 3 سنوات، ويكثفوا جهودهم في شهر رمضان، حتى الآن تبرعوا بما يقرب من 500 شنطة غذائية، بها السلع الأساسية التي تحتاج إليها الأسر المتعففة، بحسب حديثه لـ«الوطن»: «بنعمل كشف بأسماء الناس الأكثر احتياجًا، وبنروح بنفسنا البيوت نوزع الشنط».
«أحمد» يوزع الوجبات إلى البيوت بنفسه
قبيل ساعات من أذان المغرب، يحمل أحمد وأولاده وأبناء إخوته وجبات الإفطار في عربته، ويدخل الفرحة على قلوب أبناء مدينته، فيملء قلوبهم بالسعادة وبطونهم بالشبع، فيدعوا له ولوالدته بالرحمة والمغفرة.
محتويات شنطة رمضان
طعامٌ مما لذ وطاب، وشنط غذائية توزع على أبناء مدينة سرس الليان بمحافظة المنوفية، فيأكل أهلها منها، وتتنوع الأطعمة، فمنها الأرز أو المكرونة بكل أنواعها، وقطعًا من الدجاج أو اللحوم، وبعض المقبلات كالصلصة أو السلطة، بينما تحتوي شنطة رمضان على الكثير من السلع، مثل الأرز والمكرونة، ولوبيا، وفول، وسكر، وشاي، وجبنة وملح، وزبيب، وبلح، وقمر الدين، وتختلف كل شنطة عن الأخرى، وذلك بحسب طلب الأشخاص المتبرعة لمبادرة «إفطار صائم».
«أمي كانت بتعمل خير قبل وفاتها، وإحنا حبينا نكمل نفس الطريق، عشان الناس تدعي ليها بالرحمة»، هكذا عبر«أحمد»، لـ«الوطن»، عن أن عمل الخير عادة بدأتها والدته، واستمر عليها أبنائها، موضحًا أن هذه المبادرة ستظل موجودة طوال العام، متمنياً أن يدعوا لها الناس بالرحمة والمغفرة.