من اين يبدأ الطواف وما هي أنواعه وشروطه

من أين يبدأ الطواف وما هي أنواعه وشروطه، والذي يعد أهم أركان فريضة الحج التي لا تصح بدونه، ويتميز بطقوس معينة لا بد من مراعاتها، حتى يتم بالوجه المطلوب من المسلم، ويتوجب على كل مسلم حول الأرض الإلمام بأحكام، وطرق أداء العبادات المفروضة والمستحبة، وفي سطورنا التالية عبر موقع مقالاتي سنتحدث عن الطواف، بكل تفاصيله، من أين يبدأ، وفضله، وسننه وأنواعه.

ما هو الطواف

يقصد بالطواف لغة: بأنه دوران الشيء على الشيء، أمّا في الاصطلاح الشرعي: هو أن يعبد المسلم الله -سبحانه- جل وعلا وتتمثل بالدوران حول الكعبة المشرفة بطريقة وسنن معينة، وقد شرع الطواف في الكتاب العزيز، وسنة الحبيب المصطفى عليه من الله أفضل الصلاة وأتم التسليم، فقد قال تعالى في الآية 125 من سورة البقرة: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى، وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}، [1] وقد روى ابن عمر -رضي الله عنهما- في الحديث الشريف قوله: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ إذَا طَافَ في الحَجِّ أَوِ العُمْرَةِ، أَوَّلَ ما يَقْدَمُ سَعَى ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ، ومَشَى أَرْبَعَةً، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ يَطُوفُ بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ”.[2]

شاهد أيضًا: دعاء الطواف حول الكعبة 7 أشواط

من اين يبدأ الطواف

يبدأ الطواف من الركن الذي فيه الحجر الأسود، أو من الباب وبمحاذاتهِ، حيث يستقبل الطائف الحجر، ويستلمه، ويقبله إن استطاع دون أن يؤذي الناس بمزاحمتهم، ويجعل جانبه الأيسر جهة البيت الحرم، ويبدأ طوافه، ثم يمشي ويطوف بالبيت مارا بالركن اليماني، إلى أن ينتهي من حيث بدأ وهو ركن الحجر الأسود، والطواف سبعة أشواط ويسن للمسلم مسارعة المشي فيها مع مقاربة الخطوات وخاصة في الأشواط الثلاثة الأولى.[3]

ما هي أنواع الطواف

هناك عدّة أنواع للطواف في الحجّ والعمرة، وفيما يلي نذكر أنواع الطواف، وهي كالآتي:

• طواف القدوم: ويكون هذا الطواف تحية البيت الحرم لمن دخل مكة المكرمة.
• طواف الإفاضة: ويعرف بطواف الركن، وهو أحد أركان الحج، ومن أعمال عيد الأضحى.
• طواف العمرة: وهو أحد أركان العمرة.
• طواف الوداع: ويكون من الحاج، أو المعتمر قبل مغادرته مكة المكرمة.

شاهد أيضًا: ماذا يقال عند بداية الطواف

ما هي شروط صحة الطواف

تتعدد شروط صحة الطواف، وفيما يلي نذكر أهم هذه الشروط:

• الإسلام: أجمع العلماء وبالاتفاق أن الطواف لا يصح إلا من المسلم، لأن الطواف عبادة، والعبادة لا تصح ولا تقبل من كافر.
• العقل: واشترط ذلك الحنفية، والحنابلة، ولم يشترط عند الشافعية، والمالكية، قياسا على صحة طواف الصبي غير المميز.
• النية: وهذا باتفاق العلماء، وقد ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف قوله: “إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ”.[4]
• ستر العورة: لا يجوز طواف العريان.
• طهارة : الطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر، وذهب جمهور العلماء إلى ضرورة الطهارة في البدن، والثوب.
• الطواف سبع أشواط: من شروط صحة الطواف أن يكون سبعة أشواط، وإن قل عن ذلك لا يكتمل، ولا يصح.
• أن يكون الطواف بجميع البيت: حيث لا يجوز أن يطوف من داخل الحجر الأسود ليختصر المسافة، ومن فعل ذلك لا يصح طوافه.
• أن يطوف ماشياً: بشرط القدرة على المشي، وهذا قول أهل العلم دون الشافعية، ويشترط أن يوالي بين الأشواط.

شاهد أيضًا: ماذا نقول عند الحجر الاسود

ما هي سنن الطواف

هناك سنن كثيرة بالطواف، وفيما يأتي نذكر هذه السنن بالتفصيل:

• المشي حافياً: يسن للطائف أن يمشي حافيا، ويكره له الزحف والحبو، أو ما شابه ذلك، ويجوز له أن يلبس الحذاء إن كان الجو شديد الحرارة، كما يسن أن يقصر الخطوة.
• استلام الحجر: ويستحب أن يلمسه الطائف بيمينه، وبكفيه بكل طوفة إن أمكن، أو يشير إليه بإصبعه، أما بالنسبة للمرأة لا يستحب لها أن تستلم الحجر إلا في خلوة حفاظا عليها من نظر الرجال.
• تقبيل الحجر: يسن للمسلم أن يقبل الحجر بطوافه، ويضع جبهته عليه، إلا إن عجز عنه، ويكره أن يرتفع صوته أثناء ذلك، ويسن للمرأة في خلوة.
• الذكر: يستحب للطائف أن يذكر ما أثر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه من الأذكار، والدعاء، وغالب الأذكار الواردة في هذا الباب لا تصح، وإنما تندرج تحت فضائل الأعمال.
• الاضطباع بالطواف: ويعني كشف الطائف عن منكبه الأيمن، ويجعل طرفي ردائه تحت منكبه الأيمن، والصبي يفعل ذلك لوليه.
• صلاة ركعتين: ويسن للمسلم بعد الطواف أن يصلي ركعتين كحد أدنى، ويستحب أن تكون خلف المقام بمسافة ثلاثة أذرع.

ما الحكمة من الطواف

إن الحكمة من الطواف حول الكعبة تتجلى في عظمة بيت الله الحرم، وتشريفه، فهو أشرف مكان على وجه الأرض، وهو أطهر بقعة خلقها الله -سبحانه- وتعالى، وجعلها مكانا آمنا للطاعة والعبادة، يطلب فيه من الله العفو والغفران، والرضا، والإحسان، فضلا عن أن الطواف حول الكعبة المشرفة، وذكر الله -سبحانه وتعالى- وتعظيم وتكبير له، والطواف هو عبادة من العبادات التي يتقرب بها الله من خالقه وتقوي صلة المخلوق بالخالق.

شاهد أيضًا: عدد أشواط الطواف بالكعبة هي

بعض الأحاديث عن فضل الطواف

كثيرة هي الأحاديث النبوية عن فضل الطواف وفيما يلي نذكر منها: 

• الحديث الأول: روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قوله: “مَنْ طافَ بِهذا البيتِ أُسْبُوعًا فأَحْصاهُ كان كَعِتْقِ رَقَبَةٍ وسَمِعْتُهُ يَقولُ لا يَضَعُ قَدَمًا، ولا يَرْفَعُ أُخْرَى إِلَّا حَطَّ اللهُ عنْهُ خَطِيئَتَهُ وكُتِبَ له بِها حَسنةٌ”.[5]
• الحديث الثاني: روت عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قالت: “قالت إنما جُعِلَ الطوافُ بالبيتِ وبين الصفا والمروةِ ورميُ الجمارِِ لإقامةِ ذكرِ اللهِ”.[6]
• الحديث الثالث: عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنها- إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: “الطوافُ حولَ البيتِ مثلُ الصلاةِ، إلا أنكم تتكلَّمونَ فيه، فمن تكلَّمَ فيه فلا يتكَلَّمْ إلا بخيرٍ”.[7]

وبهذا القدر من المعلومات نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا تحت عنوان من أين يبدأ الطواف وما هي أنواعه وشروطه، بعد أن تعرفنا على كل ما يتعلق بالطواف، وأوردنا بعض الأحاديث من السيرة النبوية الشريفة حوله.